إنّ نسيان الأشخاص اللذين قد صادفونا بحياتنا يعتبر سهل جداً حيث ممكن أن تنسى أي شخص صادفته أو تعاملت معه لفترة قصيرة أو طويلة نسبياً ومن ثم نقوم بنسيان هذا الشخص وحتى لو أردنا تذكر هذا الشخص يمكننا ذلك ولكن بصعوبة، ولكن الصعوبة هي في نسيان شخص قد جرحنا، إنّ نسيان شخص جرحنا يعتبر من أصعب الأمور التي يمكن أن يقوم بها الإنسان لأن الشخص الذي يجرحنا يؤثر على حياتنا وكما قال المثل الأسى ما ينتسى، حيث من الصعب علينا أن ننسى شخص قد أساء لنا وجرحنا وسبب لنا الحزن، وهذه طبيعة النفس البشرية حيث نحن البشر لا ننسى الأحزان بسرعة ولكن نحتفظ بها بجانب ما من جوانب حياتنا.
نخفي في نفوسنا الإساءات التي نتعرض لها من قبل الآخرين ونقوم باختزانها ونبقى مستمتعين بعيش دور الضحية في الحياة اليومية وفي كل دقيقة نختلي فيها مع أنفسنا ولكن هذا يعتبر شيء خاطئ جداً وعلينا علاجه بأسرع وقت لأنه ممكن أن يتطور.
يقسم الأشخاص في الحياة إلى أشخاص ماسوشيين وهم الأشخاص اللذين يستمتعون بعذاب الآخرين له وهنالك نوع آخر من الأشخاص وهم الساديون اللذين يستمتعون بتعذيب الأشخاص وهنالك ما بينهما وهو الشخص الطبيعي الذي يكره إيذاء الأشخاص ويكره الأذية من الآخرين في نفس الوقت، لذلك علينا أن نحاول قدر المستطاع أن نكون من الأشخاص اللذين يتوسطون هذا الميزان من الأشخاص .
يمكننا نسيان الشخص الذي أساء لنا من خلال تذكر دائماً أن هذا الشخص قد فعل ذلك لسبب ما، علينا أن نتعلم كيف نبرر السبب للآخر لكي نتفهم الدافع الذي قام بأذيتنا بسببه، حيث يشكل الدافع المحرك الأساسي للشخص الآخر ليقوم بجرحنا وأذيتنا، علينا أن نعرف أن الشخص يجب أن يمتلك سلاح يواجه به كل مصاعب الحياة التي يمر بها، هذا السلاح لا يقدر بثمن، ويمكننا أن نقوم بامتلاكه بعلمنا معرفتنا وثقافتنا، هذا السلاح هو التسامح، من امتلك التسامح أصبح براحة بال وراحة ضمير وراحة نفسية تجعله يملك الدنيا وما فيها، هنالك كثير من الأشخاص اللذين سيصادفوننا في هذه الحياة بعضهم سوف يجرحنا وبعضهم سوف يفرحنا وسيهدينا الأمل والسعادة، علينا أن نتسامح ونغفر وننسى لنتمكن من الاستمرار في هذه الحياة ونعيش بسعادة على الدوام وبراحة بال.