إفشاء السلام بين الناس هو سلوك قديم إلا أنه كان يختلف من جماعة أو طائفة إلى أخرى فكان العرب يحيون بعضهم البعض باستخدام لفظ عمت صباحاً ولمّا جاء إلاسلام الحنيف دعا المسلمين إلى استخدام لفظ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فسبحان الله ما أوسع معنى هذه الجملة وما أطيب وأعمق معانيها.
لقد حرص الإسلام على تربية المسلمين على روح المودة والتراحم ليصنع من المجتمع المسلم مجتمعاً متميزاً بتراحمه وهناك كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحض على مكارم الأخلاق والمبادرة بطرح السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
وهذا يدل على أنّ الإسلام الحنيف كان سباقاً في علوم الأخلاق والتي هي أصل العلاقات العامّة بين الناس فأصبح المجتمع المسلم كالبنيان المرصوص بتوادهم وتراحمهم.
إنّ اختيار وتميز المسلمين باستخدام هذا اللفظ وهو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته له أهداف وبه مكاسب كبيره منها أنّ كلمة السلام لها دلالات كبيرة فهي من أسماء الله الحسنى فعند مبادرتك لأخيك بالسلام انّك أعطيته "السلام" وتمنيت له السلامة من كل مكروه أو أذى بالنفس أو بالدين، "عليكم" أنك قصدت الشخص ومن يرافقه من الملائكة ومن الإنس أنه لفظ جماعة تكريماً له، "ورحمة الله وبركاته" هل يوجد لفظ يحقق مقصود الخير والرحمة لأخيك الإنسان أكثر من هذا اللفظ.
إنّ إفشاء السلام يمثل حلقات تواصل الناس مع بعضهم ويحقق الطمأنينة ويوفر الراحة النفسية وهو مفتاح العلاقات العامة وهو نقيض العبوس كم تحس بالسوء إذا مر بك شخص وواجب رد السلام عليه ولم يطرح السلام تشعر بأن هناك تقصير أو خطأ ما لأن الأمر الطبيعي هو طرح السلام.
لقد أمرنا الله تعالى بكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على طرح السلام ليحصل المسلم ويحقق الكثير من الخيرات منها :
- إفشاء السلام بين الناس يولد المحبة والود بين الناس عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
- إفشاء السلام هو خير الأعمال عن عبد الله بن عمر بن العاص -رضي الله عنهما- أن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيّ الإسلام خير؟ قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ".