خلق الله النّاس لعبادته و طاعة انبياؤه على الارض، وأرسل الانبياء على مر الزمان لهداية النّاس إلى الطريق المستقيم، و أعطاهم الفرصة لعبادته، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، وعندما يحين موعد إنتهاء حياة الإنسان، يقبض الله روحه ليحاسبه على ما فعله في الدنيا.
يبدأ حساب الإنسان منذ لحظة انقباض روحه، عند إنتهاء عمره يقبض الله روحه ،و يختلف قبض روح الإنسان المؤمن التقي عن قبض روح الإنسان الكافر، عندما تنتهي حياة الإنسان الكافر يأتي اليه ملكين شداد غلاظ ،ويجلسان على مقربة منه ،ومعهم كفن من النّار، وحنوط من حنوط أهل النار، ويأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط ربك وغضبه، فتخرج الروح بصعوبة بالغة، وتكون سكرات الموت عليه شديدة جدا، وبعد خروج روحه يأخذها الملكان، ويكفناها بكفن النار، وحنوط النار، فتصبح رائحته نتنة، ويصعدا بها إلى السماء، فيمران على قوم من الملائكة، فيقولون ما هذه الرائحة الخبيثة، فتقول الملائكة هذا فلان ابن فلان، بأقبح ما كان ينادى به على الأرض، وتغلق ابواب السماء، ولا تستقبله، فيقول الله عز و جل ردوه إلى الأرض، خلقتهم فيها وباعثهم منها، فتعيده الملائكة إلى قبره، فيأتي ملكان فيقولان له من ربك ؟ فيقول هاه، فيقولا ما دينك؟ فيقول هاه، فيقولان ماذا تقول في النبي الذي بعث فيكم ؟ فيقول هاه، فينادي منادي من السماء ان كذب عبدي، فيأتي شخص عث الملابس، قبيح الوجه، سئ الخلقة ويجلس معه، فيقول له من أنت ؟ فيقول أنا عملك الخبيث في الدنيا أمكث معك إلى يوم القيامة، ويكون قبره ظلمات فوق ظلمات .
أما عندما تنتهي حياة الإنسان المؤمن فيأتي ملكان حسنا المنظر، ومعهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط أهل الجنة، فيأتي ملك الموت، ويجلس بجانب رأسه فيقول أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى ربك راضية مرضية، فتخرج الروح بكل سهولة، ومن ثم يكفنها الملكان بكفن أهل الجنة، وبحنوط اهل الجنة، فتصبح رائحته مثل المسك، فيحملاها ويصعدان إلى السماء، وكلما مرّا على قوم من الملائكة سألوا ما هذه الروح الطيبة، قالوا هذه لفلان ابن فلان بأحسن أسمائه، ثم تفتح السماء ويشيعه كل من في السماء، ثم ترد الروح إلى القبر مرة أخرى وهناك يجيب على اسئلة الملكين، فينادي منادي من السماء ان صدق عبدي فاكتبوه من اهل الجنة، ثم يأتي رجل حسن المظهر، طيب الرائحة ويقول له انا عملك الصالح، ويتسع قبره عليه، ويضاء كأنه نور من نور الشمس، تبدأ حياة البرزخ والنعيم للانسان المؤمن، ويصبح قبره كأنه روضة من رياض الجنة، وإن الروح ترد فقط إلى الجسد عند سؤال الملكين، فلا يكون إرتباطها بالجسد إرتباط كلي، كما إن الروح تستطيع معرفة من يزورها، والإستماع إلى أحاديثهم ....والله أعلم .
تطير الأرواح في حياة البرزخ بين السماء والارض، ولا ترتبط بالقبر ولا بالجسد، كما أن الأرواح تتزاور مع بعضها العض في البرزخ، وتستطيع الإستماع إلى حديث الاحياء، كما أن النّاس في البرزخ تتفاوت منازلها فمنهم من هم في الأعلى وهم الأنبياء والشهداء، ومنهم من هم في الأسفل .