قال تعالى ( فهل ينظرون إلّا السّاعة أن تأتيهم بغتةً ، فقد جاء أشراطها فأنّا لهم إذا جاءتهم ذكراهم ) صدق الله العظيم .
جعل الله لقيام السّاعة علاماتٍ و أماراتٍ تدلّ على قرب حدوثها ، و كلّ ذلك من رحمة الله لعباده و لطفه بهم ، فالمؤمن حين يستشعر بقرب السّاعة تراه يكثر من الطّاعات و النّوافل و يجتنب المنكرات ، فعلامات و دلائل السّاعة هي ناقوس الخطر الذي يدقّ أجراسه إيذاناً بقرب السّاعة و لعلّ أهل الباطل و الضّلال يعودون عن غيهم و طغيانهم و يتوبوا إلى الله ، فليس عذاب النّاس غايةً عند الله سبحانه بل الغاية هي عبادة سبحانه و توحيده و التزام أوامره و اجتناب نواهيه و التّمسك بشريعته التي جاءت لخير البشريّة و سعادتها في الدّنيا والآخرة .
و كما أنّ للسّاعة علاماتٍ صغرى فإنّ لها علاماتٍ كبرى فالعلامات و دلائل الصغرى كثيرةٌ ظهر جزءٌ منها كانتشار الفساد و الزّنا و تقارب الأسواق و انتشار التّجارة حتى تساعد المرأة زوجها في تجارته و ظهور الكاسيات العاريات و كثرة الهرج أي القتل و الحفاة العراة الذين يتطاولون في البنيان و غيرها من العلامات و دلائل الكثيرة التي تدقّ طبولها في آذان العاصين المبتعدين عن منهج ربهم لعلّهم يستغفرون أو يتوبون ، فهي حوادثٌ و أمورٌ قد جعلها الله تذكرةً للمؤمنين و زجراً للكافرين الضّالين و في مدة حدوثها يكون باب التّوبة مفتوحٌ مشرع ٌ لمن أراد التّوبة .
و العلامات و دلائل الكبرى هي المحطّة الأخيرة في الحياة الدّنيا ، فبحدوث أول تلك العلامات و دلائل و هي طلوع الشّمس من مشرقها أو الدّابة أيّها أسبق يكون باب التّوبة قد أغلق فلا ينفع نفسٌ إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت خيراً ، و هي عشر آياتٍ واضحةٍ بينةٍ فمنها الدّجال و قد وصفه الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و حذّر منه أمته أشدّ تحذيرٍ ، و هناك يأجوج ومأجوج و هم القوم المفسدون و هناك الدّخان و نزول عيسى ابن مريم عليه السّلام ، و هناك ثلاثة خسوفٍ واحدٌ منها بالمشرق و واحدٌ بالمغرب و الآخر يحصل بجزيرة العرب ، و أخيراً نارٌ تخرج من عدن باليمن تسوق النّاس إلى محشرهم و هي أرض الشّام كما ثبت من أحاديث الرّسول صلّى الله عليه و سلّم .