الحور العين
أعد الله سبحانه وتعالى لعباده الصالحين النّعم الكثيرة، والآلاء العظيمة التي لم يسمع بها بشر ولم ترها عين، ولا يكون هذا الجزاء الحسن والنّعيم المقيم إلاّ بعد اجتياز الاختبار الإلهي في الدّنيا، فمن آمن وعمل صالحاً فله الجنّة، ومن كفر أو حاد عن الصّراط فله عذاب النّار لا يموت فيها و لا يحيى.
من بين النّعم الكثيرة التي أعدّها لعباده في الجنّة الحور العين، وهنّ نساء لسن من نساء أهل الدنيا، خلقهن الله سبحانه وتعالى وأعدهن لعباده المتقين جزاءً لهم على إيمانهم وصبرهم في الدنيا، فالحور العين هن عبارة عن نساء يتزوجهن رجال الجنة، وقد ورد ذكر الحور العين في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة.
صفات الحور العين
- جمال الخلق، فالحور العين يتميّزن بجمالهن الخارق، فعيونهن جميلة مكتحلة، وقد جاء في وصف أجسادهم أنهن يرى مخ سيقانهن من الرقة والجمال، وهم كذلك كواعب وقيل في تفسيرها نواهد، وهن أمثال اللؤلؤ المكنون أي المحفوظ في الأصداف، و مثل الياقوت والمرجان في النقاء والصفاء.
- حسن الأخلاق، الحور العين يتميزن بكريم الأخلاق والطباع، فهن لا يشتكين ولا يتذمرن بل نفوسهن مجبولة على معاني الحب والألفة بعيداً عن الضغينة أو الكره أو الحسد.
- حب الأزواج، فالحور العين يحببن أزواجهن حباً شديداً، ففي تفسير صفة العرب قيل معناها المتحببات إلى أزواجهن إلى درجة العشق والهيام .
- العفة، فالحور العين مثال في العفة حتى قيل في وصفهن أنهن مقصورات في الخيام، وكذلك وصفهنّ بأنهنّ قاصرات الطرف، ومعنى مقصورات في الخيام أي أنهن قصرن تواجدهن في بيوت أزواجهن فلا يخرجن لقضاء حاجة، ومعنى قاصرات الطرف أي قصرن نظرهن على رؤية أزواجهن فلا ينظرن إلى غيره، وهذا غاية في العفة المثيرة لإعجاب الرجال.
- الطهارة من الآفات، فالحور العين مطهرات مما يصيب المرأة في الدنيا من بول أو حائض أو غير ذلك.
- الصوت الحسن، فقد ورد في الأثر أن الحور يغنين بأصوات لم تسمع مثلها الخلائق، ومما يرددنه: إننا الناعمات فلا نبأس أبداً، الراضيات فلا نسخط أبداً، الخالدات فلا نفنى أبداُ.
فضل نساء الدّنيا
على الرّغم من أنّ الحور العين هم خلق غاية في الجمال والرّوعة إلاّ أنهنّ لا يتفاضلن بتلك الخصائص والميّزات عن نساء أهل الدّنيا، ذلك بأنّ نساء الدّنيا قد غلبنهنّ بصبرهنّ في الدّنيا وإيمانهنّ وجهادهنّ فيستحقون لذلك الأجر من عند الله تعالى، ويضيف الله لهنّ كرامة أخرى بأن يجعل جمالهنّ وأخلاقهنّ في الجنّة كجمال الحور العين وأخلاقهنّ.