تُعرف مادة الكورتيزون على أنها مادة تفرزها غدد جسم الإنسان وهي غدة صغيرة الحجم تقريباً (4جم) تلتصق بالكلية ولهذا السبب سميت بالغدة " الجاركلوية "، كما تفرز هذه الغدة هرمونات أخرى تكمُن وظيفتها في تنظيم الأملاح والماء في جسم الإنسان، كما لها دور أيضاً في إفراز هرمونات جنسية الذكرية والأنثوية، كما وتعمل على إفراز وتحفيز الموصلات العصبية مثل الأدرينالين والنورأدرنالين. ومن الجدير بالذكر أن هنالك غدة أخرى متركزة في الدماغ تسمى الغدة النخامية، وتتحكم هذه الغدة في عمل غدة الجاركلوية، حيث ترسل لها مادة هرمونية تحثها على إفراز الكورتيزون، وذلك بغية إتمام العمليات الحيوية في الجسم على مدار الساعة.
ويستعمل الكورتيزون لعلاج و دواء الإلتهابات ولكن ما نوع هذه الإلتهابات؟ يعرف الالتهاب على انه عبارة عن عملية دفاعية تقوم بها خلايا الجسم لطرد أو تعديل وضع غير طبيعي في الجسم، كما تعمل العين على إفراز الدمع لطرد الجسم الغريب، وكذلك الوضع في حالة القيء هو عبارة عن عملية دفاعية لتخلص من السموم خارج المعدة قبل أن تتم عملية امتصاصها في الجسم، ولكن في بعض الأحيان قد يكون رد الفعل قويا أو انعكاسياً بحيث يستمر لمدة طويلة دون أي تحسن، وقد يكون مصحوباً بمضاعفات خطيرة. وفي هذه الحالة يتم التدخل بتزويد المريض الدواء اللازم للحد من هذه الأعراض. فعلى سبيل المثال لو لسعتك نحلة في يدك، أي أنها حقنت في جلدك مادة غريبة، أو ربما قد يدخل فيروس في كبد الإنسان فسيقوم الجسم بإعلان حالة طوارئ في تلك المنطقة، وتتجمع الأجسام المناعية مفرزة الهستامين متسببا في دوره في توسع الأوعية الدموية في المنطقة وتمتلئ بالسوائل فتتورم مما يؤدي ذلك إلى زيادة درجة حرارتها، وقد توضع العوائق أمام انتشار الجسم الغريب، وتسمى هذه العملية بالتليف (وهو تحول الخلايا الحية إلى مواد غير حية)، وفي حالة استمرار الالتهاب فقد يتليف اغلب الكبد. لذلك يجب إيقاف الالتهاب قبل أن يتدمر الكبد أو الرئتين (كما في الربو) أو أعضاء أخرى من الجسم كالكلية، وقد يحدُث الالتهاب في بعض الحالات ثم يشفى منه الإنسان دون الحاجة لإعطاء أدوية، فقد تظهر حكة جلدية أو حساسية جلدية ثم سرعان ما تختفي، أو ربما يسيل الأنف لوقت محدود ثم يتوقف، ولكن هناك أعراض وحالات مزمنة كالربو أو التهيج الجلدي الحاد وغير ذلك من الحالات التي تطلب كثيراً لإعطاء الأدوية اللازمة ومنها أدوية الكورتيزون، والتي تحد من مضاعفات المرض، ومن الجدير بالذكر إن أدوية الكورتيزون تختلف في حدتها على مقاومة الالتهاب، فمنها ذو مفعول قوي ومنها قوي، وهي تعطى أما بالحقن أو على صورة أدوية عن طريق الفم أو مرهم أو بخاخات تعطى لمعالجة الربو.