مرض الملايا هو أحد الأمرض الوبائية حول العالم ، و ينتشر ظهوره في الأماكن التي توجد بها مستنقعات ، و قد قضى مرض الملاريا على الملايين من البشر حول العالم ، و كان يعتقد قديماً أن هذا المرض يسببه هواء المستنقعات و المياه الراكدة الفاسد ، قبل أن يتم اكتشاف المسبب للعدوى بالمرض ، و هو البعضو الذي يكثر في الأماكن التي يوجد بها مستنقعات ، و في الأماكن التي يكثر بها هطول الأمطار في المناطق الإستوائية و المدارية و لا يوجد شبكات لتصريف الأمطار . لقد تم اكتشاف السبب الحقيق وراء مرض الملاريا في العام ألف و ثمانمائة و ثمانون في الجزائر بواسطة أحد الأطباء الفرنسيين ، و قد حاز هذا الطبيب الذي يدعى الفونس لافيران فيما بعد على جائزة نوبل في الطب عن هذا الإكتشاف .
و يتم انتقال المرض عبر لدغات البعوض الذي يقوم بإمتصاص دم الإنسان ، و تبدأ أعراض الإصابة بالملايا في الظهور بعد فترة حضانة تتراوح بين الإسبوع و شهر ، و هناك نوعان من الإصاب ، أحدهما يعتبر ملاريا حميدة و يسهل علاجها ، و انوع الآخر من الصعب علاجه و و شديد الخطورة و الفتك . و قد أصدرت منظمة الصحة العالمية العديد من التحذيرات للمسافرين للمناطق الحارة و الرطبة بأن يستخدموا اللقاحات المضادة للملاريا في حالة الشعور بوجود أحد أعراض المرض ، و ذلك دون الرجوع للطبيب . و كانت تلك الدعوة تحذيراً من شدة خطورة المرض و سرعة فتكه بالإنسان .
و تترواح أعراض الملاريا بين الشديدة و المتوسطة ، حيث تكون عبارة عن خليط من الحمى المصحوب برعشة ، و الغثيان و القئ المصاحب لآلام شديدة في العضلات ، و ظهور دم في البراز ، و هناك بعض الحالات التي تحدث فيها نزلات معوية ، و فشل كلوي ، و ضيق في التنفس ، و يكون ذلك في حالات الإصابة بالملاريا المخية . و في أغلب الأوقات لا تظهر أعراض المرض إلا عند العودة من الأماكن الحارة لذا يجب تنبيه الطبيب . و تبدأ الحالات في التفاقم بسرعة ، حيث يحدث انحلال في كريات الدم الحمراء فيصيب الجلد اصفرار و يحدث تلف بالجهاز العصبي ، و خاصة مع المصابين بالمرض من ذوي المناعة الضعي ، و ينتهي الأمر بالغيبوبة التي تتبعها الوفاة .