جسم الإنسان منظومة متكاملة من الأجهزة التي تعمل بتناغم وتنظيم مطلق من صنع الله سبحانه وتعإلى.والجهاز العظمي والجهاز العصبي هما المسؤولان بالدرجة الأولى عن حدوث مرض الديسك (والذي هو كلمة انجليزية تأخذ اسمها من القرص أو الحلقة باللغة العربية), والتي تمثل فقرات العمود الفقري.
يعتبر العمود الفقري من أهم مكونات الجهاز العظمي, والذي يتكون بدورة من 33 فقرة عظمية تتصل فيما بينها من خلال عضلات تربطها ببعضها البعض وأوتار ومواد غضروفية مرنة ولزجة تفصل بين هذه الفقرات.ويمر النخاع الشوكي من داخل العمود الفقري ليغذي كل مناطق الجسم بالأعصاب اللازمة لتوصيل الأوامر إلى كل عضو في الجسم.بعد التعرف على مكونات العمود الفقري من المفيد أن نتعرف على وظائفة, ولنذكر أهم هذه الوظائف وهي:
أولاً: يعتبر المقوم الأساسي لجسم الإنسان وخصوصاً منطقة الظهر والجذع بشكل عام فهو الذي يحمل ثقل الجسم كاملاً ووزن الظهر مع باقي أجزاء الجسم العلوية.ويرتبط مع الحوض الذي يرتبط بدورة مع عظام القدمين, ومع الجمجمة وعظام الأكتاف التي ترتبط بدورها مع اليدين.
ثانياً: حماية النخاع الشوكي الذي يمر على طول العمود الفقري, والذي هو ممتد من النخاع من منظقة الرأس والجمجمة.ويمثل النخاع الشوكي (جزء من الجهاز العصبي) شبكة تمرير الأوامر من الدماغ إلى باقي أجزاء الجسم, ويتفرع منه الأعصاب اللازمة للتعامل مع كل جزء في الجسم.وتتفرع هذه الأعصاب وتمر من بين فقرات العمود الفقري, حيث تحيط بها العضلات والغضاريف لحمايتها من التآكل أو القطع.
مع متاعب الحياة وأختلاف أنواع الأعمال والمهام التي يقوم بها الناس سواء ذكوراً أو اناثاً, وخاصة الذكور لأن طبيعة أعمالهم غالباً مايكون فيها خشونة, ومع قلة الرياضة وكثرة الأرهاق الجسدي وخاصة على منطقة الظهر.ومع النوم والجلوس بطريقة خاطئة لفترات طويلة, أو حمل الأمتعة الثقيلة جدا أو الأدوات الثقيلة بطريقة خاطئة.أو أن يكون العمل الذي يقوم به الشخص بشكل عام يتضمن حمل الكثير من الأشياء أو الجلوس لفترات طويلة. أو العمل في مناطق يتعرض فيها الجسم إلى أشعة بشكل كبير أو اختلاف كبير وسريع في درجات الحرارة, كأن يتعرض الشخص في عملة إلى حرارة عالية ثم برودة ثم حرارة وهكذا.
كل هذه الأمور وكثير غيرها يؤدي إلى حدوث اضرار بشكل عام على العمود الفقري وعلى العضلات والغضاريف المحيط به.وحدوث أي تآكل أو جفاف في الغضاريف والتي تفصل بين الفقرات العظمية أو في الفقرات العظمية نفسها أو حدوث تكلسات بين الفقرات, يؤدي إلى قرب الفقرات من بعضها وبالتالي الضغط على الأعصاب التي هي أصلاً موجوده ( كتفريعات تذهب إلى الأعضاء) بين هذه الفقرات.وبالتالي حدوث الألم في العضو الذي تغذية هذه المنطقة من الأعصاب.ويختلف العضو المصاب والذي يتأثر بمرض الديسك حسب الفقرات المُتأذية, وغالبا ما يكون أول عضو يتأثر هو القدم اليسرى كاملة حيثُ أن أكثر الفقرات عرضة للتأكل هي الفقرات السفلية من الظهر والتي يوجد فيها الأعصاب المسؤولة عن القدمين. ثم عضلات الرقبة والتي تتأذى غالبا من الجلسات الخاطئة خصوصا أثناء العمل على الكمبيوتر.
من الجدير بالذكر أنّ الما هى اسباب التي تم ذكرها سابقا تحتاج إلى فترة متوسطة إلى طويلة لكي تظهر على الجسم وتؤدي إلى حدوث مرض الديسك, ولكن هناك ما هى اسباب أخرى مباشرة كالتعرض إلى حادث يؤدي إلى حدوث كسر في إحدى فقرات العمود الفقري, أو أن يصاب الإنسان بهشاشة العظام مثلاً أو الأمراض التي تؤثر مباشرة في العظام وتجعلها أكثر عرضة للتكسر.أو الأصابة بأمراض تؤدي إلى جفاف الغضاريف بشكل عام.
بقي أن نقول أن 75% من البالغين يكون لديهم مرض الديسك ولكن بشكل خفيف وبسيط لا يجعلهم يلتفتون أو يعانون منه كمرض, وقد لا يعلمون بوجوده ويستطيعون تحمل أعباء الحياه مع وجوده, وقلّة منهم من يزيد معه حجم المرض ويكتشف إصابته بهذا المرض.
يقول عليه الصلاة والسلام: (تداووا عباد الله فما جعل الله من داء إلا جعل له دواء) وعلاج و دواء حالات الديسك المتوسطة وغير المستعصية يكون بالعمليات الجراحية, والتي يتماثل فيها المريض للشفاء بشكل تدريجي ليعود إلى وضعه الطبيعي تقريباً خلال عامين إلى أربعة أعوام. أمّا في الحالات البسيطة فإن بعض التمارين الرياضية وجلسات العلاج و دواء الطبيعي أو الإبر الصينية مع التنوع المفيد في التغذية يكون كفيل بإنهاء المشكلة بإذن الله تعالى.