كتعرف ما هو معروف عند الجميع أن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – كان قد تزوج خلال حياته باثنتا عشرة زوجة، حيث كانت أولاهن هي السيدة خديجة بنت خويلد ثم تلتها السيدة سودة بنت زمعة و السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق و السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب و السيدة أم سلمة و السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان و السيدة زينب بنت جحش و السيدة جويرية بنت الحارث و السيدة ميمونة بنت الحارث والسيدة زينب بنت خزيمة و السيدة صفية بنت حيي و السيدة مارية القبطية – رضي الله عنهن - ، و لقد رزق الله تعالى نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – بالعيال من السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – حيث كان أبناء الرسول من الأولاد و من بنات، فالأولاد هم القاسم و عبد الله و البنات هن زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة الزهراء – رضوان الله عليهم جميعاً -، كما كان الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – قد رزق بابنه ابراهيم من زوجته مارية القبطية، ولقد مات كل أبناء الرسول – صلى الله عليه وسلم – في حياته ولم يبق له إلا ابنته فاطمة والتي لحفته هي الأخرى بعد فترة قصيرة من وفاته.
تزوجت فاطمة الزهراء من الإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام -، و رزقها الله تعالى منه ببنتين و ولدين، اما البنتين فهما زينب بنت علي و أم كلثوم بنت علي و أما الولدان فهما الحسن بن علي و الحسين بن علي – عليهم و على أمهم و على أبيهم السلام -، هذا متفق عليه عند المسلمين سنة و شيعة، لكن الشيعة انفردوا في رواياتهم بأن هناك ابناً ثالثاً للسيدة الزهراء و زوجها الإمام و هو المحسن بن علي. فأولاد الإمام والسيدة الزهراء الأربعة أو الخمسة هم أحفاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
و لقد شاء الله تعالى أن يجعل ذرية الرسول – صلى الله عليه وسلم – من السيدة فاطمة الزهراء و من زوجها علي بن أبي طالب فقط، و من نسل الحسن والحسين سبطي رسول الله و ريحانتاه وسيدا شباب أهل الجنة، فنسل الحسن ونسل الحسين – عليهما السلام – موجودان إلى يومنا هذا و في كافّة أرجاء المعمورة، و هذا دليل على أن ذرية محمد و أحفاده و نسله لن ينقطعوا من هذه الدنيا إلى يوم القيامة.