كل ممنوع مرغوب، ربما هذه هي العبارة التي تنطبق تماما على مرضى السكري، فهم يحبون الحلويات ولا يستطيعون منع أنفسهم عن تناولها، بالرغم من أنها تسبب لهم الضرر، وهي تنطبق على الكبار والصغار، ولكن المشكلة تزداد تعقيدا عندما يكون مريض السكري في فترة المراهقة، فهو لا يكون مدركا للعواقب التي يتسببها لنفسه عند إهماله صحته، وفي نفس الوقت يصعب السيطرة على جميع ما يأكل كما لو كان طفلا، وقد يستخدم مرضه في محاولة إغاظة والديه عند منعه عن فعل شيء كالخروج مع الأصدقاء، أو البقاء طويلا على الإنترنت، وذلك بأن يتناسى أخذ إبرة الأنسولين، فيرتفع السكر، أو يمتنع على الأكل فينخفض السكر ويقع مغشيا عليه، ليدب الرعب في قلوب والديه وأسرته، فيفضل والديه مسايرته كي يفعل ذلك، ولكن بالمقابل هذه ليست التربية الصحيحة، فليس كل ما يريده يستطيع فعله وبالوقت الذي يريد، ولا يجوز استخدام وسيلة الضغط على أهله بإخافتهم على صحته، فلا بد من وجود طريقة صحيحة للتعامل مع مريض السكري للحفاظ على صحته، وأخلاقه إن كان مراهقا.
طريقة التعامل مع مريض السكر
- عند وجود فرد من أفراد البيت مصاب السكري، يجب التعامل معه كالآخرين، فمثلا نحضر الطعام للجميع بشكل صحي، وبكمية أقل من الدهون، ووالتقليل من الحلويات في المنزل، وعدم شراء المشروبات الغازية، فلا يصح أكل الطعام أمامه ومنعه، تلقائيا سيأكل من كل شيء تأكله العائلة، أما إن التزم الجميع بنظام غذاء صحي، سيشجع هذا مريض السكري على الالتزام، وسيعود بالصحة على جميع أفراد الأسرة، فليس فقط مريض السكري هو من عليه الالتزام بنظام غذائي صحي وقليل السعرات الحرارية.
- إن كان المريض من المراهقين، فيجب معاملته بشكل طبيعي، وعدم خصه بأسلوب معين، كي لا ينعكس ذلك سلبا على طباعه، مع مراعاة احتياجات المراهقين بشكل عام، فهم بحاجة إلى الحب والاهتمام، والدعم النفسي، والتشجيع، فهم في مرحلة بناء الشخصية، وهذه الفترة ستؤثر كثيرا في حياتهم المستقبلية.
- يجب توعية مريض السكري عن طبيعة الأغذية التي يجب تناولها، والأغذية التي لا ينبغي عليه تناولها أو التقليل منها قدر الإمكان.
- أفراد الأسرة يجب أن يكونوا على علم بطريقة التصرف في حال ارتفاع السكر، أو انخفاضه.
- يجب تشجيع مريض السكري على الرياضة؛ ليقوم جسمه بحرق السكر، ويفضل مشاركة أصدقائه له، أو أفراد أسرته، لتوطيد العلاقة بينهم، وسيتمتع الجميع بالصحة جيدة، كأن يخرج الأب أو الأم مع الابن المصاب بالسكري للمشي في الحديقة، سيخفض ذلك من مستوى السكر في دمه، ويبني علاقة بينه وبين والديه، فهو في اشد الحاجة لهما في هذه المرحلة، وسيكونون بالقرب منه لمعرفة تصرفاته وتوجيهه، سواء صحيا أو أخلاقيا.