قيل قديماً وحديثاً أن العقل السليم في الجسم السليم، ولتسارع العصر الذي نعيش فيه، فإن صحة الجسد وسلامته من الأولويات شديدة الأهمية وفائدة لكل واحد منا، فالجسد إن لم يكن قويا يقتدر على التعامل مع الظروف والضغط الذي يلقى عليه، فإنه سيستسلم وينهار بسرعة دون الوصول إلى المطلوب منه، وهو التفوّق والإبداع والوصول إلى مراكز مرموقة في هذه الحياة.
فعلياً تقوية وتنمية الجسم تعتمد على كثير من العوامل التي يجب إتباعها جميعاً للحصول على الجسم السليم القوي القادر على إنجاز كل تعرف ما هو مطلوب منه بيسر وسهولة، وأهم تلك العوامل وأولها هي الطعام، فإن المعدة هي التي تحدد كيف ستكون حالة الجسد مستقبلاً، وماذا سيطرأ عليها من تغيرات مستقبلية، فالطعام إن كان سليماً فإن الجسد سيستفيد بشكل جيد وسيحصل على الطاقة اللازمة دون إحداث أي أضرار في الجسد، ومن أمثلة الطعام الصحي الأعشاب العطرية كالزعتر واليانسون وخلافه، ومنها أيضا الأطعمة التي تحتوي على نسب معقولة من البروتينات ونسب قليلة من الكوليسترول، ويفضل غالبا البروتينات النباتية التي تتواجد بشكل كبير في البقوليات، ويمكن تناول البروتينات الحيوانية كاللحوم ولكن يفضل أن تكون بنسب قليلة والإبتعاد عن المعلبات وخلافه، ومن أكثر البروتينات قوة وصحة هي البروتينات البحرية التي تتواجد في السمك والحيوانات التي يتم اخراجها من البحر.
بعد الإهتمام بالطعام يأتي الاهتمام بتوزيع الطعام، فالحصول على الفيتامينات الرئيسية التي يحتاجها الجسم من الأطعمة كفيتامينات (A) وفيتامينات (C) وفيتامينات (D) وهذه الفيتامينات مهمة لتحفظ التوازن ما بين عمليات الهضم والاخراج في الجسم، وبعد ذلك يتوجب الاهتمام بنشاط العضلات الموجودة في الجسم وتحريكها بشكل مستمر ودائم، وذلك لا يتم إلا بالرياضة أو الأعمال التي تتطلب حركة كبيرة لجميع العضلات، ويفضل الالتزام على الأقل ب15 دقيقة يوميًا من الرياضة لتبقى العضلات في حالة من السلامة والتماسك وقيامها بوظائفها الطبيعة دون وجود أي مشاكل وعيوب أو مضاعفات على العضلات والجسد، وهذا الأمر لا يكتمل إلا بتطوير الجانب العقلي من الجسد، فإذا كان الجسد قوياً فإن ذلك لا ينتهي إلا بقراءة صفحة واحدة يومياً إما من كتاب الله القرآن أو الاكتفاء بصفحة من كتاب فيديو تعليمي يعمل على تطوير قدرة الذاكرة على الحفظ وتناسق الدماغ والاشارات العصبية مع الجسد، فلا سلامة للإنسان إلا بأن يكون العقل والجسد في حالة كبيرة من التكاملية فيما بينهما.
ينصح دائماً بإلتزام الطعام الصحي والابتعاد عن الوجبات السريعة التي تحتوي كميات كبيرة من الكوليسترول، وفي نفس الأمر الرياضة بشكل يومي والقراءة، وعدم الإكتفاء بواحد منها دون الآخر، لأن الجسد لن يكون قوياً إن كان يحتوي على عضلات فقط وليست عضلات بنيت على أساس جيد من الطعام والغذاء الصحي، ولا فائدة فيها أيضا إن لم يكن باستطاعة الدماغ السيطرة على تلك العضلات الكبيرة.