اسمه هو: عثمان أرطغرل بن سليمان شاه، وعرف عثمان الأول بأنّه هو من قام بتأسيس الدولة العثمانية، وكان أيضًا أول سلطان لها، وقد كان أيضًا قبل ذلك كلّه زعيم للأتراك السلجوقيين في بثنيا في العام 1288م، كانت أول سنة له بعد مولده قد حملت الكثير من الأحداث في جعبتها حيث أنّها شهدت سقوط الخلافة العباسية، وذلك عندما قام المغول بقيادة هولاكو لمدينة بغداد وقد كان كل ذلك في العام 1258م.
كان عثمان الأول قد تولّى الحكم في العام 1299م، وكان حكمه قد استمر ودام حتى وفاة والده أرطغرل في العام 1324م بمباركة من أحد الأمراء وهو الأمير علاء الدين السلجوقي الذي قام بمنحه كل الأراضي التي يقوم بالسيطرة عليها وفتحها، فلمّا قام المغول بقتل الأمير علاء الدين السلجوقي وقتل ابنه غيّاث الدين الذي كان قد تولّى مكان والده، قويت شوكة عثمان أرطغرل، وأصبح أقوى وأشد، فقام باتّخاذ مدينة اسكي شهر قاعدةً له، واتخذ لنفسه رايةً وأطلق على نفسه لقب باديشاه آل عثمان.
قام العثمان الأول بعد ذلك بإرسال دعوة إلى الحكام الذين كانوا يقومون بحكم الروم في آسيا الصغرى الى أن يسلموا فإن لم يسلموا فعليهم دفع الجزية، وإن لم يفعلوا لا هذه ولا ذاك، فالحرب بينه وبينهم فهابه حكام الروم وخافوا منه فقاموا بالاستعانة في المغول، فلمّا علم العثمان الأول بذلك قام وبشكل مباشر في إرسال جيش كبير لهم بقيادة ابنه أورخان فقام بسحقهم وهزيمتهم ولم يقف الجيش عند هذا الحد بل قام بالاستمرار حتّى فتح مدينة البورصة وآسيا الصغرى.
كان العثمان الاول قد تميّز بصفات عديدة وكثيرة من أهمها:
1- الحكمة: فقد عرف عن العثمان الأول حكمته الشديدة والكبيرة جدًا في التعامل مع الأمور، فلقد رأى أنّه من الحكمة أن يساعد السلطان علاء الدين وأن يقف معه ضدّ النصارى، ومساعدته في كلّ ما يحتاجه ممّا آل به في النهاية إلى نيل رتبة الإمارة، الى أن قتل السلطان علاء الدين وابنه غايث فأصبح هو على أثر ذلك الرجل الأقوى في المنطقة وصاحب السلطان.
2- الاخلاص كان السلطان عثمان الأول يتميز بهذه الصفة التي لازمته، فجعلت منه رجلًا محبوبًا، وذلك لإخلاصه وتحركه من أجل الدين، الأمر الذي جعل سكان الأراضي القريبة من إمارته الى توطيد العلاقة معه وبناء دولة إسلامية قوية تسطيع محاربة أيّ دولة معادية.
وكان العثمان الأول قد ميزته أيضًا بعض الصفات الأخرى كالجاذبية الإيمانية، وعدله الكبير، فقد كان يعدل بين الناس، وكانت له الكثير من القصص في هذه الصفة التي جعلت منه محبوبًا من المسلمين وغير المسلمين من النصارى.
توفيّ العثمان الأول في العام 1326م، وكان قد عهد إلى ابنه أورخان -وهو الابن الأكبر- الحكم قبل وفاته