كان للصحابيات في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الدور الأبرز في نشر الدين الاسلامي، والثبات على الحق، وإحدى هؤلاء الصحابيات زينب -رضي الله عنها-.
ولدت زينب في السنة الخامسة للهجرة، وهي ابنة فاطمة الزهراء ابنة الرسول -صلى الله عليه و سلم-، وقد سمتها زينب، حيث تعني أصل الشجرة الطيبة.
لقبت بالعقيلة أو عقيلة بني هاشم ؛ لأنها كريمة قومها، ولها مكانة كبيرة في بيتها.
كان علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- يرفض كل المتقدمين لزواجها، ولكن لما تقدم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وافق على نسبه، وزوجه من ابنته زينب، فهو من نسب أب و أم شريفين، معروفين بالتقوى والإيمان.
و على الرغم من أنها تزوجت، وعاشت في بيت أهل زوجها، إلا أن هذا لم يمنعها من زيارة بيت أبيها ،والاهتمام بأخويها بعد وفاة أمها فاطمة الزهراء، فقد كان مقربة جداً من أهلها، وكانت ترعى شئونهم بصفتها الأخت الكبيرة.
أنجبت زينب -رضي الله عنها- من عبد الله بن جعفر بن عبد المطلب أربعة أولاد وبنتان.
توفيت أمها فاطمة الزهراء بينما كانت تبلغ الخامسة من عمرها، شهدت زينب أفجع المواقف في حياتها، فقد توفيت والدتها، وتوفي جدها، واغتيل أباها، كما ووعت جيداً لوصية أبيها، بأن يولى الحسن الإمارة من بعده، ثم إلى الحسين، ثم إلى ابنه علي بن الحسين -رضي الله عنهم أجمعين-.
بعد وفاة الحسن، ورغبة يزيد بن معاوية بأخذ الحكم من بعده، قامت زينب بالسفر مع أخيها الحسين إلى الكوفة، وهناك شهدت غزوة كربلاء مع أخيها، لكن أخيها استشهد وابن أيضاً كذلك، فذهبت ومعها النساء والرجال لمقابلة يزيد بن معاوية، وسألها عن مكان تختاره لتسكن فيه، فاختارت المدينة، لكن المدينة ليست مناسبة لها ؛ لأن مكوثها في المدينة يؤجج الثورة، فاختارت القاهرة، وسافرت إليها، ودخلتها في عام 61 هـ.