عنترة بن شداد ونسبه إلى قبيلة عبس حيث إنّ اسمه كما نلخصه فيما يلي (عنترة بن عمرو بن شدّاد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة وقيل عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس) ولد هذا الفارس المغوار في عام (525) م قبل الإسلام وكان من أشهر الفرسان الذين عرفتهم العرب بالقوة والشجاعة والإقدام وهو شاعر أيضاً وله معلّقة شهيرةً وهو يتغزّل بمحبوبته عبله. ويقال أنّ له صخرة شهيرة تقع في المملكة العربية السعودية في منطقة القصيم حيث كانت هذه الصخرة مكان للقاء عنترة بن شداد ومحبوبته عبلة.
كان له ألقاب كثيرة عند العرب منها الفلحاء أي له شق في شفته السفلى وله كنية شهيره كان يكنّى بها هي أبي الفوارس وسمّي بها لفروسيته وشجاعته وكني أيضاً بأبي المعايش. وكانت أمه سوداء البشره تسمى زبيبة الحبشية وكانت أميرة حبشية ولكنها أسرت في أحد المعارك والغزوات على قافلة كانت تحملها وبعد ذلك احبها شدّاد وانجب منها عنترة وكان له أخوة من أمه هم جرير وشيبوب وأصبحوا عبيداً لعبس.
ولد عنترة العبسي في القرن السادس للميلاد بمنطقة في الجزيرة العربيه تسمّى قصيباء موجودة في القصيم حيث عاصر في نفس فترته كل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة ولكنهما أدركا الإسلام وهو لم يدركه. وبقي عنترة عبداً عند والده وذاق الحرمان وطعم العبودية ورفض أبوه إلحاق نسبه به لأنّه ابن عبدةٍ حبشيةٍ ولون بشرته سوداء، وذاق عنترة المر من أبيه بسبب مكائد زوجة أبيه سميّة التي كانت تكرهه، وفي أحد المرّات التي ضرب فيها عنترة بسببها، أدركتها الرحمة في النهاية فارتمت عليه باكية تمنع ضربات أبيه، فرقّ أبوه وكفّ عنه أنشد عنترة بعضاً من أبيات الشعر قال فيها:
مِــن سميـة دمع العين تذريـفُ
لو أن ذا منك قبل اليوم معروف
كأنها يــوم صــدّت مــاتكلمني
ظبي بعسفان ساجي الطرف مطـروف
تجلّلتني إذ أهــوى العصا قِبلي
كأنهـا صنــم يُعتــاد معكــوف
ولشجاعة عنترة وفروسيته وذوده عن قبيلته الكثير من المواقف، إذ يوجد لأبيه مقولة شهيرة ليشجّع عنترة بالذود عن قبيلة عبس وحمايتها من الغزو من قبيلة طيء فقال له: ( كر يا عنترة ورد عليه عنترة الجواب وقال العبد لا يكر فردّ عليه أبوه وقال: كر وأنت حر ومن يومها أصبح عنترة حراً من العبودية) وحينها أنشد عنترة الشعر في ذلك وقال:
أنا الهجين عـنـتـرة
كل امرىءٍ يحمي حرة
أسـوده وأحـمــره
والشعرات المشعـره
الواردات مشـفـره
ومن يومها أصبح نسبه يلحق بنسب أبيه وأصبح اسمه عنترة بن شدّاد وأقرّت كل القبيلة بشجاعته وفروسيته من بين فرسان القبيلة وانتصر بني عبس في تلك المعركة على قبيلة طيء بفضل عنترة بن شداد.
أحب عنترة عبلة ابنة عمه حباً شديداً وهي أحبته حباً شديداً وحاول خطبتها من أبيها أكثر من مرة ولكنّ أباها وهو عمّه لم يوافق كونه رجل أسود وكان أبوها يريد إعجازه فطلب من عنترة مهراً ألف ناقة من نياق النعمان وكانت تعرف تلك النوق باسم العصافير واستعدّ عنترة لذلك المهر ولقي أهوالأً كثيرة ووقع في الأسر ولكنه في النهاية فاز بالنوق الألف (العصافير) ولكن والد عبله أراد تحطيمه ووضع شروطاً كثيرة لعبله وفي النهاية هناك من يقول أنّ عنترة فاز بعبله وهناك من يقول من الكتاب أنّ عنترة لم يفز بها وإنّما تزوجت من فارس من فرسان العرب غير عنترة.
توفي عنترة وعمره 90 عاماً وكان ذلك سنة 615 م وكان ذلك قبل هجرة النبي بكثير ويقول بعض المؤرّخين أنّه قتل على يد فارس اسمه الأسد الرهيص.