بداية الخلافة الإسلامية
حصلت في التّاريخ الإسلامي كثيرٌ من الفتن والاضطرابات وخاصّةً بعد وفاة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقد كانت فترة الخلفاء الرّاشدين من أزهى فترات الحكم الإسلاميّ وأكثرها عدلًا وتطبيقًا لشرع الله تعالى، وقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام في أحاديث كثيرة أنّ الأمّة سوف تبتعد عن دينها وأنّ الحكم سوف يتحوّل من الخلافة الرّاشدة على منهاج النّبوة إلى الملك العضوض، وقد حدث ما أخبر عنه النّبي الكريم وذلك حينما توفّي سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان حقنًا لدماء المسلمين، وقد مثّل حكم معاوية بن أبي سفيان أوّل مراحل التحول نحو الملكيّة والحكم الوراثيّ، فقد أراد معاوية بن أبي سفيان أن يحمل النّاس على بيعة ابنه يزيد من بعده فسعى لذلك وأرسل إلى الأمصار يطلب بيعة النّاس فبايع عددٌ من النّاس وامتنع آخرون، وكانت حجّة الممتنعين عن البيعة أن يزيدًا لا يصلح للخلافة لوجود من هو احسن وأفضل منه، فضلًا أنّ الحكم الإسلامي يجب أن يعتمد على الشّورى بين المسلمين والاختيار الحرّ بين النّاس والتّوافق، ولكن معاوية بن أبي سفيان أصرّ على جعل ابنه خليفة من بعده فكان له ما أراد فقد تولّى ابنه الخلافة من بعده في عام 60 للهجرة وقد بقي خليفة لما يقارب أربع سنوات.
خلافة يزيد بن معاوية
لقد حدثت في عهد يزيد بن معاوية أحداث أليمة هزّت ضمائر المسلمين، ففي السّنة الأولى من حكم يزيد بن معاوية راسل أهل العراق الحسين بن علي رضي الله عنه وأقنعوه بأنّه أحقّ بالخلافة من يزيد بن معاوية فقام الحسين بن علي بالتّوجه إلى العراق ظنًّا منه أنّه سيجد الدّعم والمساندة منهم إلا أنّه تفاجأ بجيش عبيد الله بن زياد الذي ظلّ يتربّص قدوم الحسين بن علي لقتاله، وقد حدثت مقتلةٌ رهيبة لأهل البيت في كربلاء واستشهد الحسين بن علي رضي الله عنه وقطع رأسه وحمل إلى عبيد الله بن زياد.
من الأحداث التي حصلت كذلك في عهده ثورة عبد الله بن الزبير في المدينة حيث وجّه يزيد بن معاوية له جيشًا وحصلت وقعة الحرّة التي قتل فيها عددٌ كبير من الصّحابة كما أحرقت الكعبة المشرّفة نتيجة ضربها بالمنجنيق.
موت يزيد بن معاوية
لقد توفي يزيد بن معاوية في السّنة الرّابعة والسّتون للهجرة، وعلى الرّغم من أنّ روايات الشّيعة تتحدّث عن مقتله على يد رجلٍ انتقم منه بسبب قتل الحسين بن علي رضي الله عنه إلاّ أنّ الرّاجح أنّه وفاته كانت طبيعيّة والله تعالى أعلم.