ماليزيا
تعتبر دولة ماليزيا إحدى دول قارة آسيا وتقع تحديداً في المنطقة الجنوبية الشرقية منها، وتتألف من ثلاث عشرة ولاية وتعتبر كوالامبور هي العاصمة، وولاية بوتراجايا هي المقر الرئيسي للحكومة الاتحادية فيها، وعندما تمّ الاتحاد بين كل من سنغافورة وبورنيو وتحديداً الشمالية إضافةً إلى المالايو وساروك في العام 1963م تمّ اعتماد اسم ماليزيا، ولم يكن معروفاً سبب تسميتها بهذا الاسم لكن كان معروف بأنّه يشير إلى مناطق جنوب شرق قارة آسيا.
التاريخ الديني لماليزيا
ماليزيا قبل الإسلام
استقر شعب الملايو الذي جاء إلى ماليزيا من الهند الصينية في أرخبيل الملايو، وبدأ أبناؤه باعتناق الديانة الهندوسية في القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد، ليشكلوا فيما بعد دولة الفونان، ونتيجةً لتواصلهم مع الآخرين وزيادة أعدادهم ونشاطهم التجاري؛ أسسوا دولة بوذية الديانة سيطرت على كلٍ من أرخبيل الملايو وشبه جزيرة الملايو، إضافةً إلى الفليبين وسريلانكا التي كانت تسمّى آنذاك باسم جزيرة الأسلاف، وأصبحت فيما بعد المصدر الأول للتوابل وقامت بتصديرها إلى مختلف دول العالم بالتعاون مع الصين والهند وما يعرف بالدولة العباسية، وبعد ذلك انهارت هذه الدولة وتعاقبت عليها مجموعة من الهجمات وكان آخرها المغولية في العام 1239م.
عندما توفي آخر أباطرة الدولة هايام ووروق تضعضت أوضاعها على جميع المستويات بدأ الإسلام بالانتشار سريعاً فيما بعد، حيث بدأ مجموعة من الحكام المسلمين يسيطرون على دويلات محيطة بها وخصوصاً بجزيرة الملايو في المنطقة الغربيّة منها، لتعتبر هذه النقطة بداية تشكل الدولة الإسلامية في ماليزيا.
دخول الإسلام لماليزيا
لم تزل البلد التي جاء منها الإسلام ودخل إلى ماليزيا حتى الآن مجهولة، ولكن العديد من الكتب التاريخية تشير إلى أنّ البداية كانت من حضرموت، وتحديداً من خلال التجارة ورجال الدعوة، في حين يرى آخرون بأن الإسلام وصل إليها عن طريق العرب الذين جاءوا من شبه الجزيرة العربية، وذلك عن طريق رحلاتهم التجارية والذي دلّ على ذلك هو اكتشاف العديد من الآثار التاريخية الإسلامية ومنها مثلاً قبر مكتوب عليه الشيخ عبد القادر بن الحسين عام 291 هـ /903 م وكان في ولاية قدح التابعة لماليزيا، إضافةً إلى اكتشاف دينار ذهبي في ولاية كلنتن أيضاً في العام 577هـ /1181م، بحيث كان مكتوباً عليه أحد وجهيه "المتوكل"، وحجر آخر في ولاية ترنجانو مكتوب عليه مجموعة من القواعد الإسلامية المتعلقة بأحكام الدين في الدين والمعاملات والزنا وغيرها وكان ذلك في العام 702 هـ.