رسل الله وأنبياؤه
أنزل الله سبحانه وتعالى الرسل لهداية الناس، وليوضّحوا شرائع الله لهم، وليكونوا قدوتهم الحسنة، وقد كانوا ذوي أخلاقَ مميزةٍ فاتّصفوا بالزهد والأمانة وصدق الحديث والوفاء بالوعود والعهود وغيرها الكثير من المميزات، ونذكر منهم سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وسيّدنا يوسف، وعيسى، وموسى، وداود، ويعقوب، وإبراهيم، وابنه إسماعيل عليهم أجمعين صلاة الله وسلامه، وقد اتصفوا أيضاً بطاعة أوامر الله حين يحكم أمراً، فلا يناقشون ولا يجادلون ولا يرفضون، بل يستسلمون لمشيئته سبحانه وتعالى بمنتهى الأدب والإخلاص.
تباين الآراء حول أول من طاف بالكعبة
تعدّ قصة سيّدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام من أبرز القصص التي تجسد التزام الأنبياء بالأوامر الإلهية رغم صعوبتها وإن بدت في ظاهر الأمر مستحيلة، فقد أمر الله إبراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل، ورغم قسوة هذا الطلب وصعوبته إلّا أنّ إبراهيم استجاب حتّى افتدى الله ابنه في اللحظة الأخيرة بكبشٍ عظيم، ثمّ أمره بأن يبني الكعبة وهي أول بيتٍ بني لله وعَبَدَ الناسُ اللهَ فيه، ودعاه الله أن يدعو الناس للحج اي زيارة بيت الله والتعبد فيه واداء الشعائر الدينية، كما جاء في القرآن الكريم، قال تعالى: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى? كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ".
تختلف الروايات حول أوّل من طاف بالكعبة، فمن القصص ما تقول بأنّ الملائكة هم من بنوا الكعبة وقد ساعدوا سيّدنا آدم بذلك في بنائها وأنّه أي سيدنا آدم عليه السلام هو أول من طاف بها، ومنهم من يقول بأن من أعاد بناءها من جديدٍ هو سيدنا إبراهيم وساعده ابنه إسماعيل عليهما السلام في البناء، وهما أيضاً أوّل من طاف بها، والكعبة هي بيت الله وقبلة المسلمين عند الصلاة وتقع في المملكة العربية السعودية، وتعتبر من أقدس البقع في العالم، ويعتقد أنها سميت بالكعبة لأنها مكعبة الشكل، ويطوف ملايين المسلمين سنوياً بالكعبة قادمين من كل مكان، سواء عند أدائهم فريضة الحج أو العمرة، والطواف يكون سبعة أشواطٍ يؤديها الحاج أو المعتمر حول الكعبة، حيث يبدأ انطلاقاً من الحجر الأسود ويرجع إليه، ويتنوع الطواف بين طواف القدوم وطواف الوداع وطواف العمرة وطواف الإفاضة.
شهدت الكعبة عمليات ترميمٍ وتجديدٍ على مر التاريخ وعلى أيدي عدّة أشخاصٍ في فتراتٍ زمنيةٍ متباينةٍ تراوحت بين فترة حكم الأمويين وفترة الخلافة العباسية وغيرهما؛ لأنّها كانت تتعرض لعوامل الطبيعة والسيول التي كانت تدمّر البناء وتخربه وتحدث فيه الصدوع.