والد الرسول عليه الصلاة والسلام
هو عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشيّ، ولد في مكة المكرمة عام ثلاثة وخمسين قبل الهجرة، ووالدته فاطمة بن عمرو، وقد كان عبد الله من أصغر أبناء عبد المطلب، وأحبّهم وأقربهم إليه، وله تسعة إخوة، وست أخوات، تزوج من آمنة بنت وهب، احسن وأفضل نساء قريش، حيث عاش معها في مكة، ولم ير ابنه رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، حيث وافته المنية، قبل ولادته، فقد وُلد الرسول يتيماً، فأين توفى عبد الله بن عبد المطلب.
الذبيح
عُرف عبد الله بن عبد المطلب بالذبيح فقد كان عبد المطلب جدّ الرسول عليه الصلاة والسلام قد نذر أنّه إن أتمّ أبناؤه عشرة، سيقوم بنحر أحدهم قربة إلى الله عز وجل عند الكعبة، ولما أصبح عدد أبنائه عشرة بولادة عبد الله، أخبر أبناءه بالنذر، وهم كل من: (الحارث، والزبير، وأبو طالب، وحمزة، وأبو لهب، والغيداق، والمقوم، وصفار، والعباس)، فوافقوا، ثم كتب أسماءهم في القداح، وضربها، فخرج القداح الذي كُتب فيه اسم عبد الله، عندها جمع أهل قريش، وأخبرهم بالنذر، وهم بذبح إبنه إلا أنّ أخوال عبد الله منعوه، فسألهم ما يفعل بنذره، فأشارت إليه إمرأة أن يقوم بالاقتراع بين عبد الله وعشرة من الإبل، فإن خرجت على عبد الله يقوم بذبح الإبل، وهكذا حتى يرضى الله، واستمر بضرب القداح حتى وصلت إلى مائة من الإبل، ثم بعدها خرجت القداح بالإبل، وهذا هو سبب تسمية عبد الله بالذبيح.
وفاته
كان عبد الله بن عبد المطلب يعمل تاجراً، حيث خرج في قافلة بتجارة إلى الشام، وكان شاباً آنذاك وعمره خمساً وعشرون سنة، وكانت معه أموال قريش، في طريق العودة، ولدى مروره بالمدينة المنورة مرض، فقرر أن يبقى لدى أخواله من بني النجار، على أن يلحق بالقافلة بعد شفائه، إلا أنّ الله قد قدر له أن يمكث شهراً ثمّ يتوفى هناك، وقد تم دفنه في دار النابغة، وهذا الأخير هو من بني عدي بن النجار، وكان ذلك في المدينة المنورة، وقد جاء في سيرة ابن هشام بأنّ هناك قول يفيد بأن عبد الله قد توفى بعد شهرين من ولادة النبي عليه الصلاة والسلام، والخلاف كان بخصوص الشهر الذي توفي فيه، ولكن بخصوص العام فقد توفي في ذات العام الذي ولد فيه الرسول عليه الصلاة والسلام، أي في عام الفيل قبل الهجرة بثلاثة وخمسين سنة، وقد خلّف عبد الله وراءه، خمسة من الجمال، وقطعة من الغنم، وجارية حبشية.