الأم بطبيعتها دائمة الاهتمام والقلق بكل صغيرة وكبيرة تخص طفلها، فمنذ بداية حملها به تبدأ بالاهتمام بغذائها وبصحتها لتكون صحة جنينها باحسن وأفضل حال، وبعد أن تلده تهتم بغذائه، ونومه، وبصحته، فأكثر ما يؤرّق الأم هو صحة طفلها، وحين يواجه الطفل أي مشكلة صحيّة فإنّ ذلك يسبّب نوبة من الذعر والهلع لدى الأم، لذا تسارع فوراً إلى مراجعة الطبيب لمعرفة المشكلة التي يعاني منها طفلها والطريقة المناسبة لعلاجها، ومن إحدى المشاكل وعيوب الصحيّة الشائعة التي قد تصيب الأطفال في مختلف أعمارهم هي اختلال مستوى السكر في الدّم.
كثير من الأمهات يجهلن أموراً كثيرة عن مشكلة اختلال مستوى السكر في الدّم، فيعتقدن بأنّها مشكلة معقدّة جداً ومن المستحيل حلّها، إلا أنّ الواقع مغايرٌ لهذا الاعتقاد تماماً، فهذه المشكلة يمكن حلّها بطرق ووسائل بسيطة، ويمكن للأم معرفة أنّ طفلها مصاب باختلال السكر في الدّم من خلال ظهور أعراض وعلامات و دلائل عليه، وهذه الأعراض شائعة الحدوث بين الأطفال، وحتّى بين البالغين والكبار أيضاً وفي بعض الحيان لا تتم ملاحظتها أبداً، وأعراض هذه المشكلة هي كالآتي:
فإذا أحسّت الأم بوجود أي عرض من هذه الأعراض لدى طفلها عليها مراجعة الطبيب فوراً وفحص مستوى السكر في دم طفلها، وعليها أن تراقب باستمرار هبوط أو ارتفاع مستوى السكّر في دمه، فإذا كان مستوى السكر (300 ملغم/دسلتر)، فإنّ الطفل يعاني من ارتفاع شديد في مستوى السكر بحيث تظهر عليه أعراض السكري والمتمثّلة بالعطش المستمر، كثرة التبوّل، ضعف الرؤية، التعب والإعياء، بينما إذا كان مستوى السكر يتراوح بين (130-200 ملغم/دسلتر )فإن الأعراض السابقة تكون موجودة لدى الطفل لكن تأثيرها أخف وفي كثير من الأحيان لا يلاحظها أحد، أمّا المعدل الطبيعي للسكر في الدّم فهو (70 ملغم/دسلتر) وعندها لا يعاني الطفل من أي أعراض ويكون بكامل حيويته وصحته، بينما إذا كا مستوى السكّر أقل من ذلك وبالأخص إذا وصل (30 ملغم/دسلتر أو أقل) فإنّ الطفل يعاني من انخفاض شديد في مستوى السكر في الدّم يؤدي لشعوره بالجوع الشديد، وإصابته بالتعرّق الشديد، وحدوث ارتعاش في يديه وقدميه، إلى جانب سرعة انفعال الطفل وغضبه من أتفه الأمور، كما يعاني الطفل من تسارع في نبضات قلبه، وتقلّبات في المزاج، ويلاحظ بأنّ سلوكيّاته أصبحت غريبة وغير طبيعيّة.