مرض التوحّد
مرض التوحّد أو (الذاتوية): هو أحد الاضطرابات التي تحدث للإنسان، وهي تابعة لمجموعة من اضطرابات في مراحل التطور، ويسمّيها الأطباء باللغة الطبية (اضطرابات الطيف الذاتوي)، كما يعرف بضعف في عملية التفاعل الاجتماعي، كما أنه يتمثل في ضعف في التواصل غير اللفظي واللفظي بسلوكيات وأنماط مقيدة ومتكررة، وهذا ناتج عن اضطراب النمو العصبي، وغالباً اضطرابات هذا المرض تظهر في سن الرضاعة أي قبل بلوغ الطفل ثلاث سنوات.
هناك أنواع عديدة من التوحّد أو الذاتوية تختلف عن بعضها البعض، وتختلف أيضاً بالأعراض من طفل إلى آخر، وبالتالي، فإنّ التوحّد عرضة لأن يصيب الأطفال في كل القوميات والجنسيات والأعراق، وفي الوقت الحالي، لم يُكتشف أي علاج و دواء يشفي من هذا المرض، فالطفل المصاب بالتوحّد يعيش بقية حياته مع المرض، لكن اكتشاف المرض والتحري عنه في وقت مبكر قد يسمح للاستفادة من الخيارات العديدة؛ لإيجاد علاج و دواء مناسب يساعد الأشخاص المصابين على التعايش مع المرض، ولهذا، نلاحظ أن الكثير من البالغين والمصابين بالتوحّد أو الذاتوية قادرون على أن يعيلوا نفسهم وأن يعملوا، وعلى النقيض تماماً، فإنّ البعض منهم بحاجة للمساعدة الكبيرة نتيجة تضرر العمليات الذهنية، وتضرر الذكاء العقلي، وقد تصل إلى فقد القدرة على الكلام والتواصل.
بحث العلماء عن ما هى اسباب إصابة الإنسان بمرض التوحّد، ولكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة مؤكدة، لكن هناك سبب واحد أجمعوا عليه، وهو أن التوحّد ناتج عن خلل في بنية ووظيفة الدماغ، وهناك بعض الدراسات التي أشارت إلى أنّ الأطفال المصابين بالتوحّد قد يعانون من بعض الاضطرابات الجينية، بمعنى أن 1% من هؤلاء الأطفال يعانون من متلازمة الكروموسوم، في المقابل، فإنّ 2% من الأطفال المصابين بالتوحّد عرضة للإصابة بمرض التصلب.
تؤكّد بعض المعلومات العلمية المدروسة، أن هناك نسبة عالية من الأطفال المصابين بالتوحّد يعانون من التخلف العقلي، وهذا ما يسمى بالعوامل البيولوجية (الصرع)، وهناك نسبة عالية على توقع أن العامل البيولوجي له دور مهم في إصابة الطفل بمرض التوحّد، وعندما أُجريت مجموعة من الدراسات، أشارت النتائج إلى أن حوالي ثلثي الأطفال المصابين بالتوحّد -أي 69% منهم- مصابون بالتخلف العقلي، وهذه نسبة تقريبية.
أمّا تأثير ونتائج التوحّد على نشأة الطفل وتطوره من ثلاثة اتجاهات، وهي:
- سلوكه وطريقة تصرفه في بعض المواقف التي يتعرض لها.
- طريقة استجابته للآخرين، وطريقة التواصل معهم، والمهارات الاجتماعية.
- اللغة، وطريقة التكلم.
أعراض وآثار مرض التوحّد
الأطفال من المصابين بمرض التوحّد يعانون من صعوبات ومشاكل وعيوب في ثلاثة مجالات تطورية أساسية: اللغة، والسلوك، والعلاقات الاجتماعية والتواصل. وبسبب اختلاف أعراض وعلامات و دلائل التوحّد من مريض لآخر، فإنّه من المرجح أن تصرفات الأطفال تختلف من طفل لآخر، وأن تكون المهارات مختلفة بينهم، ولكن في أغلب الحالات المصابة بمرض التوحّد تم وصفها على أنها شديدة الخطورة؛ لأنّها تحمل ميزة عدم القدرة على التعامل مع الآخرين بصورة سهلة، كما أنها تمنع صاحبها من إقامة علاقات مع الآخرين بصورة مطلقة.
في سن الرضاعة غالباً ما تظهر على الطفل المصاب أعراض التوحّد، بينما هناك أطفال مصابون بالمرض لكن لم تظهر عليهم الأعراض، ويعيشون الأشهر والسنوات الأولى من حياتهم بصورة طبيعية، لكن التغير يحدث فجأة، فنجد الطفل منغلقاً على نفسه، وعدائياً بصورة كبيرة، ويفقد الكثير من المهارات اللغوية التي اكتسبها، لكن هناك ما يميز الأطفال المصابين بمرض التوحّد.
المهارات الاجتماعية لمريض التوحّد
- يقلل من الاتصال البصري المباشر.
- يرفض عناق الآخرين، ويبقى منكمش على نفسه.
- لا يستجيب إذا نادى أحد باسمه.
- دائماً يلعب لوحده، ويحب أن يتوقع الشخص الخاص به في عالمه.
- يبدو أنه يشعر بمشاعر الآخرين وأحاسيسهم.
- يبدو غالباً أنه لا يستمع لحديث الشخص الذي أمامه.
المهارات اللغوية لمريض التوحّد
- ينطق الكلام في سن متأخر، مقارنة بباقي الأطفال من عمره.
- إذا أراد شيئاً ما فإنّه يقيم اتصالاً بصرياً بينه.
- يفقد مهارات تكوين الجمل ونطق الكلمات وعبارات كما في السابق.
- قد يكرر الكثير من العبارات وكلمات وعبارات والكلمات، لكنه لا يعرف ولا يدرك طريقة استعمالها.
- يتحدث بصوت غريب، أو يستخدم نبرة غنائية، وربما يُظهر يصوت يشبه الإنسان الآلي.
- لا يستطيع أن يبدأ محادثة مع الآخرين، أو حتى الاستمرار في محادثة قائمة.
سلوك مريض التوحّد
- عندما يرى ضوءاً أو يلمس شيئاً أو يسمع أحد الأصوات الغريبة فإنّه شديد الحساسية له وبشكل مبالغ فيه، لكنه في النهاية لا يشعر بأي ألم.
- يطور عادات وتقاليد يمارسها دائماً.
- يمارس حركات متكررة، مثل: الدوران، الاهتزاز، والتلويح باليدين.
- يصاب بالانبهار والذهول عند رؤية أجزاء معينة من الأغراض، مثل: حركة عجل في سيارة لعبة.
- يفقد سكينته وهدوءه عند حدوث أي تغيير، حتى التغييرات الصغيرة والبسيطة.
- دائم الحركة.
ما هى اسباب مرض التوحّد
- الاعتلالات الوراثية: كشفت بعض الدراسات التي أجراها باحثون عن وجود جينات وراثية، مرجح أن لها دور في التسبب بمرض التوحّد، فبعض هذه الجينات يؤثر على نمو الدماغ وتطوره، ويؤثر أيضاً على طريقة اتصال خلايا الدماغ مع بعضها البعض، كما ويسبب البعض الآخر من هذه الجينات بجعل الطفل أكثر عرضة للاضطراب.
- عوامل بيئية: الكثير من المشاكل وعيوب الصحية التي يعانيها الإنسان هي نتاج لعوامل وراثية، بالإضافة إلى العوامل بيئية، وهي مجتمعة معاً، ويقوم الباحثون في الأوقات الأخيرة أن تكون احتمال الإصابة عدوى فيروسية، أو تلوثاً بيئياً، خاصة تلوثاً هوائياً.
- عوامل أخرى: هناك عوامل أخرى يعمل الباحثون على دراستها في الآونة الأخيرة، وهي: مشاكل وعيوب أثناء الولادة، أو أثناء مخاض الولادة، وضعف في دور الجهاز المناعي فيما يخص مرض التوحّد، ويعتقدون أيضاً بأن إصابة اللوزة يضر، إذ إنّ اللوزة جزء من الدماغ البشرية، وهذه الإصابة أو الضرر يعمل ككاشف لاحتمالات الخطر، وهو أحد العوامل المحفزة لظهور مرض التوحّد أو الذاتوية.
فحص وتشخيص مرض التوحّد
يحاول الأطباء المختصون في عالم الأطفال أن يقوموا بعمل مجوعة من الفحوصات بشكل دوري ومنتظم للأطفال؛ وذلك بهدف محاولة الكشف المبكر عن أيّة إصابات لمرض التوحّد، ولذلك واجب من الآباء أن يهتموا بعرض أطفالهم على أطباء مختصين بمرض التوحّد؛ من أجل الحصول على فحوصات دقيقة، ومن أجل محاولة الكشف المبكر عن المرض، وتفادي تفاقم الأمر.
لأن مرض التوحّد يأتي على درجات تتراوح في مدى قوتها، فهنا تكمن الخطورة بحد ذاتها، وبالتالي تكون الخطورة من الأعراض، حيث إنّ فحص وتشخيص المرض ليس بالأمر السهل، بل إنّه يكون بحاجة إلى فحوصات معقدة ودقيقة؛ من أجل التوصل إلى النتيجة النهائية بأن الطفل مصاباً بمرض التوحّد، ويكون الفحص عبارة عن جلسة بين الطبيب والطفل، أو أهل الطفل، وأن يكون الطابع الغالب على الجلسة هو طابع الهدوء، ويبدأ الطبيب بالتحدث إلى الطفل؛ وذلك من أجل الكشف عن المهارات اللغوية والعقلية لدى الطفل، كما أن الطبيب يحاول التحدث إلى أهل الطفل؛ من أجل معرفة طبيعة البيئة التي يعيش فيها الطفل، وذلك له أهمية وفائدة كبيرة في الحكم على الموقف، وعلى حالة الطفل، وكما ذكرنا، فإنّ الكشف المبكر للمرض يساعد بصورة كبيرة على معالجة الحالة، كما أن الحالات التي يتم شفاؤها تكون قبل سن البلوغ، وتكون في سن مبكرة من حياة الطفل.
علاج و دواء مرض التوحّد
حتى يومنا لم يتوفر أي نوع من العلاج و دواء المناسب لكل المصابين بمرض التوحّد بنفس المقدار، إلّا أنّ هناك مجموعة من العلاجات المفتوحة أمام مرضى التوحّد لتناولها، ويمكن اعتمادها في المدرسة أو في البيت، وهي متعدّدة الأنواع، ويمكن أيضاً للطبيب المعالج للمرض أن يساعد في إيجاد الموارد المتاحة في مكان سكن المريض، والتي تساعد في التعامل مع الطفل مريض التوحّد.
إمكانيات العلاج و دواء هذه تشمل:
- العلاج و دواء من الناحية السلوكية للطفل.
- علاج و دواء أمراض النطق واللغة.
- العلاج و دواء الدوائي.
- العلاج و دواء التعليمي، والتربوي.
- أنظمة غذائية خاصة بهم.