وجبة السحور هي الوجبة التي تسبق بدء الصيام، حيث يبدأ الصيام من أول طلوع الفجر وحتّى غروب الشمس حيث موعد الإفطار لذلك اليوم، ومن الجدير بالذكر أنَّ السحور يُعدُّ وجبة لا تقلُّ أهميّة عن وجبة الإفطار، ولكن نرى كثيراً من الصائمين يغفلون عنها أو يتركوها بحجّة أنّهم يشعرون بالشبع أو أن يتركوا لأنفسهم مجالاً للنوم بدلاً من الاستيقاظ لتناول السحور.
ومن الأفضَل للصائم أن يؤخِّر السحور حتّى اقتراب موعد الأذان بحيث تكون فترة الإنقطاع عن الطعام أقل ما يُمكن ولا يتأثر الصائم أثناء الصيام بالجوع والعطش، كما على الصائم أن يُحسن اختيار نوع الطعام الذي يتناوله وقت السحور لأنّ الطعام المُناسب يؤدّي بشكل كبير إلى تسهيل الصيام علينا أو زيادة المشقّة فيه ، ومن المُفضَّل أن يقوم الصائم باختيار الأطعمة التي تحتوي على نسب من الألياف وكذلك الكربوهيدرات والتي نراها في البقوليّات كالفول والعدس، ويعَدّ الفول طَبقَاً مُناسباً يُنصح بتناوله عند السحور، وتُفضّل هذهِ الأطعمة التي تحتوي نسبةً عالية من الالياف والكربوهيدرات لأنّها تستغرق وقتاً في هضمها وهذا يعني ضمان أطول فترة ممكنة من الإحساس بالشبع.
ويُنصح كذلك بتناول الخبز الأسمر وهو احسن وأفضل من الخبز الأبيض لاحتوائه على فيتامين ب1 كما أنَّ هذا النوع من الخبز يحوي كمية من الألياف التي تٌقوم بتنظيم امتصاص السكريات في الجسم، كما أنَّ الألياف اجمالاً تعمل على المحافظة على نسبة الماء والسوائل في الجسم.
من الأطعمة التي يُنصح أيضاً بتناوها أثناء وجبة السحور هي الفواكه والخضراوات الطازجة حيث إنّها تحوي نسبة عالية من الفيتامنيات التي تُمدّ الجسم بالطاقة أثناء فترة الصيام وأيضاً تحوي نسبة عالية من المياه الأمر الذي يُخفف من الإحساس بالعطش، ويُضاف إلى فوائد هذه الفواكه صيدليّة من الموادّ اللازمة والضرورية لقوّة الجسم كالموز الذي يحوي نسب عالية من المغنيسيوم والذي بدوره يُعين الجسم على تحمّل الجوع، ولا ننسى أنّ التمر هو مصدر طبيعي للسكر الطبيعي سهل الهضم وليس الصناعيّ وهو قوّة للبدن ونشاط.
ولا ننسى اللبن الزبادي أثناء وجبة السحور، فهو يحوي نسبة من الكالسيوم بالاضافة الى الفيتامينات وهو أيضاً يحتوي بكتيريا تقوم بوظيفية معوية تضمن الحماية للمعدة وكذلك زيادة إحساس الجسم بالارتواء والقضاء على العطش.
وأمّا ما يتعلّق بالأشربة التي يُنصح بتناولها أثناء وجبة السحور فهي العصائر الطازجة التي تحتوي نسبة متدنيّة من السكر الذي يتسبب بالعطش، كما يجب الإبتعاد عن الأشربة التي تحتوي على موادّ منبهة كالكافيين والتي تتواجد في القهوة وفي الشاي الأمر الذي يزيد من ادرار البول وتخلّص الجسم من الماء ممّا يؤدّي إلى العطش وربّما إلى الجفاف، كما يُنصح بتناول كميّات معتدلة من الماء على فترات زمنيّة متباعدة وليس دفعة واحدة لأنَّ الجسم يستفيد من كميّة معيّنة من الماء ويطرد الباقي.