يعدّ الدّعاء للميّت وارداً عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أثناء صلاة الجنازة وبعد الصّلاة، وذلك بإجماع العلماء المسلمين، ويفضّل الدّعاء بالأحاديث المأثورة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولكن إن دعا المسلم بغيرها فلا حرج في الدّعاء بأيّ شكلٍ من الأشكال.
دعاء للميّت
من أحسن ما ورد في الدّعاء للميت ما يلي:
- عن جبير بن نفير يقول: سمعت عوف بن مالك يقول: صلّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول:" اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النّار "، قال حتى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت، رواه مسلم.
- كان النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إذا فرغ من دفن الميّت وقف عليه، وقال:" استغفروا لأخيكم وسلوا له التّثبيت، فإنّه الآن يُسأل "، رواه أبو داود.
- اللهم إنّ فلاناً بن فلان في ذمّتك، وحبل جوارك، فقِه من فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ. فاغفر له، وارحمهُ، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
- اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك، احتاج إلى رحمتك، وأنت غنيّ عن عذابه، إن كان مُحسناً فزده في حسناته، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه.
- اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار.
- اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بتعرف ما هو أهله.
- اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً.
- اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته.
- اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب.
- اللهمّ اّنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته.
- اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين.
- اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
- اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار.
- اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.
- اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها.
- اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور.
- اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم.
- اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وتعرف ما هو لاقيه.
- اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به.
- اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال.
- اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه.
- اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين.
- اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود.
- اللهمّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم".
- اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم.
- اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته.
- اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً.
- اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك.
- اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظر إليه نظرة رضاً لا تعذّبه أبداً.
- اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم.
- اللهمّ اعف عنه، فإنّك القائل "ويعفو عن كثير".
- اللهمّ إنّه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فَجد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك.
- اللهمّ إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء، فارحمه رحمةً تطمئنّ بها نفسه، وتقرّ بها عينه.
- اللهمّ احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفداً.
- اللهمّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين.
- اللهمّ بشّره بقولك "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية".
- اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة،خالدين فيها ما دامت السّموات والأرض.
- اللهمّ لا نزكّيه عليك، ولكنّا نحسبه أنّه آمن وعمل صالحاً، فاجعل له جنّتين ذواتي أفنان، بحقّ قولك: "ولمن خاف مقام ربّه جنّتان".
- اللهمّ شفّع فيه نبيّنا ومصطفاك، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشّريفة شربةً هنيئةً لا يظمأ بعدها أبداً.
- اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل " إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب ".
- اللهمّ إنّه كان مصلّ لك، فثبّته على الصّراط يوم تزلّ الأقدام.
- اللهمّ إنّه كان صائماً لك، فأدخله الجنّة من باب الريّان.
- اللهمّ إنّه كان لكتابك تالياً وسامعاً، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه.
- اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً.
- اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلماً، واغفر له فإنّه كان مؤمناً، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقاً، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلاً.
- اللهمّ اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذَكرنَا وأنثانا.
- اللهمّ من أحييته منّا فأحيه على الإسلام، ومن توفّيته منّا فتوفّه على الإيمان.
- اللهمّ لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده.
- اللهمّ ارحمنا إذا أتانا اليقين، وعرق منّا الجبين، وكثر الأنين والحنين.
- اللهمّ ارحمنا إذا يئس منّا الطّبيب، وبكى علينا الحبيب، وتخلّى عنّا القريب والغريب، وارتفع النّشيج والنّحيب.
- اللهمّ ارحمنا إذا اشتدّت الكربات، وتوالت الحسرات، وأطبقت الرّوعات، وفاضت العبرات، وتكشّفت العورات، وتعطّلت القوى والقدرات.
- اللّهم ارحمنا إذا حُمِلنا على الأعناقِ، وبلغتِ التراقِ، وقيل من راق، وظنّ أنّه الفراق، والتفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ، إليك يا ربَّنا يومئذٍ المساق.
- اللهمّ ارحمنا إذا ورينا التّراب، وغلّقت القبور والأبواب، وانفضّ الأهل والأحباب.
- اللهمّ ارحمنا إذا فارقنا النّعيم، وانقطع النّسيم، وقيل ما غرّك بربّك الكريم.
- اللهمّ ارحمنا إذا قُمنا للسّؤال، وخاننا المقال، ولم ينفعنا جاهٌ، ولامال، ولا عيال، وليس إلّا فضل الكبير المتعالّ.
- اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، مات وهو يشهد لك بالوحدانيّة، ولرسولك بالشّهادة، فاغفر له إنّك أنت الغفّار.
- اللهمّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، واجمعنا معه في جنّات النّعيم يا ربّ العالمين.
- اللهمّ أنزل على أهله الصّبر والسّلوان، وارضهم بقضائك.
- اللهمّ ثبّتهم على القول الثّابت في الحياة الدّنيا، وفي الآخرة، ويوم يقوم الأشهاد.
- اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد، وعلى اّله وصحبه وسلّم إلى يوم الدّين.
دعاء أهل الميّت
على أهل الميّت احتسابه عن الله تعالى، والدّعاء له بما ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ومن ذلك:
- عن أبي موسي رضي الله عنه، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:" إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي، فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي، فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنّة، وسمّوه بيت الحمد "، رواه التّرمذي وقال: حديث حسن.
- وقال صلّى الله عليه وسلّم:" ما من عبد تصيبه مصيبه، فيقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، واخلف له خيراً منها "، رواه مسلم.
- وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أرسلت إحدى بنات النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إليه تدعوه، وتخبره أنّ صبيّاً لها في الموت، فقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:" ارجع إليها فأخبرها أنّ لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجلٍ مسمّى، فمُرها، فلتصبر ولتحتسب "، متّفق عليه.
حكم الدّعاء للميّت
إنّ الدّعاء للميّت بعد الدّفن سنّة؛ وذلك لما رواه أبو داود من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ "، وصحّحه الشيخ الألبانيّ في صحيح أبي داود. أمّا الدعاء للميّت بعد الدفن بأدعية مأثورة، ثمّ قراءة الفاتحة، فلم يأتِ في الشّرع المطهّر ما يدلّ عليه.
فضل الدّعاء الميّت
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له "، أخرجه مسلم وأبو داوود . وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ مَاتَ لَهُ ابْنٌ بِعُسْفَانَ، أَوْ بِقُدَيْدٍ، فَقَالَ : يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ فَخَرَجَ فَإِذَا النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ : تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ، قَالَ : فَأَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ " .
الدّعاء للميّت في الصّلاة
عن أبي عبدِ الرحمنِ عوفِ بن مالكٍ رضي اللَّه عنه قال : صلَّى رسول اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- عَلى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعائِهِ وَهُو يَقُولُ :" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وارْحمْهُ، وعافِهِ، واعْفُ عنْهُ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ، والثَّلْجِ، والْبرَدِ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْه الجنَّةَ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار "، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أنَا ذلكَ المَيِّتَ، رواه مسلم.
وعن أبي هُريرة وأبي قَتَادَةَ، وأبي إبْرَاهيمَ الأشْهَليَّ عنْ أبيه، وأبوه صَحَابيٌّ رضي اللَّه عنهم، عَنِ النبيِّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- أنَّه صلَّى عَلى جَنَازَة فقال :" اللَّهم اغفر لِحَيِّنَا وَميِّتِنا، وَصَغيرنا وَكَبيرِنَا، وذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وشَاهِدِنا وَغائِبنَا. اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الإسْلامِ، وَمَنْ توَفَّيْتَه منَّا فَتَوَفَّهُ عَلى الإيمانِ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ "، رواه التّرمذي .
الصّلاة على الميّت
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :" من شهد الجنازة حتى يصلّى عليها، فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن، فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين "، متّفق عليه.
- وعنه أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:" من اتّبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنّه يرجع من الأجر بقيراطين كلّ قيراط مثل أحدٍ، ومن صلّى عليها، ثم رجع قبل أن تدفن، فإنّه يرجع بقيراط "، رواه البخاريّ.
الصّدقة الجارية التي ينتفع بها الميت
- بناء مسجدٍ للمسلمين.
- كفالة يتيم بمبلغٍ بسيط.
- التبرّع لبناء مدرسة تعليميّة للأطفال.
- حفر بئرٍ صغير من الماء في أرضٍ قاحلة.
- إرسال الطعام والملابس إلى الجمعيّات الخيريّة.
- وضع طعامٍ على نافذة المنزل للعصافير.
- توزيع القرآن الكريم على المساجد وأماكن العبادة.
- إعطاء دروس تعليميّة للطلبة الفقراء.