كثيراً ما نسمع عن شخص يشتكي من ألم الأسنان الذي يضطره لزيارة طبيب الأسنان لتخفيف وانقاص الألم الكبير الذي ينتج عنه، وقد ينتج ألم الأسنان من تسوسها بفعل السلوكيات الخاطئة عند تناول الطعام وعدم الاهتمام بتنظيفها بالفرشاة والمعجون أو المسواك وغيرها من طرق ووسائل تنظيف الأسنان، فيعمل ذلك على تراكم الطعام داخل الأسنان مسبّباً التسوس، وعند زيارة طبيب الأسنان قد يكتفي بتنظيفها والتخلّص من التسوس ووضع الحشوات مكان الجزء الذي تم إزالته من السن، وقد يلجأإلى قلع السن والتخلّص منه تماماً، ويكمن السؤال هنا عن كيفيّة تحمل المصاب للألم الناتج عن عملية الحفر وزرع الحشوات أو قلع السن من الجذور؟
لقد تطورت الأساليب الطبية على مدار السنين من أجل التخفيف وانقاص من ألم الأسنان، فقد تمّ استخدام الطرق ووسائل البدائية والبسيطة للتخلّص من ألم الأسنان منها ربط السن بخيط قوي وربط طرفه الآخر بطرف الباب ومن ثمّ العمل على إغلاق الباب بسرعة شديدة، ممّا يؤدي إلى اقتلاع السن حتّى لو كان لا يحتاج إلى قلع، وما زالت هذه الأساليب تتطوّر وتالبحث عن كل ما فيه راحة للإنسان، وحول طريقة تحمل الإنسان للألم عند زيارة طبيب الأسنان يعد البنج الموضعي أحد التطورات في مجال طب الأسنان والتي بدورها تُستخدم عند معالجة الأسنان، حيث يتم تخدير المكان المصاب والذي يريد الطبيب معالجته فقط لذلك سمي بالتخدير الموضعي، وقد يتم التخدير بواسطة رش المخدّر على المنطقة أو عن طريق استخدام حقنة مخدّرة تحتوي على المخدّر، وذلك من خلال حقنها داخل المنطقة وغالباً في اللثة.
في الأوضاع الطبيعية يستمر هذا التخدير لبضع ساعات فقط، تحديداً من ساعتين إلى ثلاث ساعات، حيث يشعر المصاب أثناء فترة البنج بأن جزءاً من الخد واللسان لا يمكن الإحساس بهما، مع الشعور بصعوبة أثناء الكلام أحياناً، فلا يحتاج في تلك الحالة إلى استخدام أي طريقة للتخلّص من البنج.
كما وقد يحتاج الشخص إلى التخلّص بسرعة من بنج الأسنان في حال استمرّ مفعوله لفترة أطول من المعتاد، وفي تلك الحالة ننصحه برش القليل من العطر ذو الرائحة القوية النفّاذة على قطعة من القماش أو الفاين، حيث يعمل على الاستمرار في استنشاقها، كون أنّ ذلك قد يسرّع من عملية تقليل تأثير ونتائج البنج، كما قد يفيد تناوله لمغلي أوراق الزيتون المُرّة جداً على تنشيط الخلايا الحسيّة في منطقة الفم والأنف وبالتالي تسريع عمليّة التخلّص من تأثير ونتائج البنج.
وقد تمّ تطوير بعض المضادات للبنج التي تقوم بعكس تأثيرالبنج وهي مادة (Oravers) والتي غالباً تتواجد لدى العيادات الكبرى وعند الاطباء المشهورين، حيث تقوم هذه المادة بتخليص المريض من تأثير ونتائج بنج الأسنان خلال نصف ساعة. ولا بد من الذكر أنّ بنج الأسنان قد ينتج عنه تأثيرات جانبيّة وآثاراً ضارة على الجسم والأعصاب لذلك يجب توخّي الحيطة والحذر عند استخدامه.
