اليتيم هو من فقد أبواه في الصغر، و هو ممن تختصهم الإنسانية بشكل عام والرسالات السماوية و منها المحمدية، بشكل خاص بالعناية و الاهتمام، و هذا بسبب ما قد يعانيه اليتيم من ضياع لحقوقه، بسبب فقد من يعيله و من يعتمد عليهم في حياته حتى يصبح قادراً على الاستمرار في الحياة إلى أن يكبر و يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه و إدارة شؤون حياته بشكل منفرد، و من هنا كانت العناية باليتامى أولوية من الأولويات التي يجب على الدول أن تهتم بها والمؤسسات الاجتماعية في المجتمع، نظراً لأنه لو تم ترك الأيتام بدون رعاية و بدون عناية فقد يصبحون مصدر قلق على المجتمع، و سيصبحون عرضة لاستغلال أصحاب النفوس المريضة في المجتمع، فمنهم من يستغلهم في أعمال غير مشروعة مثل بيع المخدرات أو الأعمال القذرة التي قد تعرضهم إلى العنف الجسدي و العنف اللفظي و قد تعرضهم للاعتداءات الجنسية أيضاً، و هناك من قد يستغلهم في تشغيلهم و إخراجهم من المدرسة، و كل هذه الأعمال من شأنها أن تنشئ أفراداً سلبيين يشكلون مصدر إزعاج وتهديد دائمين للمجتمعات.
ومن هنا تبرز أهمية وفائدة العناية باليتيم و أهمية وفائدة الاهتمام به، و دعمه مادياً و معنوياً، لأن من فقدهم هم أعز الناس وهم منبع الحنان بالنسبة له، فيجب أن يعمل المجتمع على تعويضهم هذا الحنان وهذه العناية التي افتقدوها. ومن احسن وأفضل الأعمال التي يمكن أن يؤديها الإنسان إلى اليتيم هي كفالته مادياً، وعن طريق الإنفاق عليه إنفاقاً كاملأ مأكلاً ومشرباً ومسكناً وتعليماً وملبساً وترفيهاً وعناية نفسية، فإذا فعل ذلك نال الأجر العظيم والذي قد يصل إلى مرافقة النبي في الجنة. ومن الأعمال التي يمكن أن تؤدى إلى الأيتام إدخال السرور والبهجة على قلوبهم، وتعليمهم وحمايتهم من المجرمين الذين يستغلونهم أبشع استغلال، والذين يشكلون مصدر خطر عليهم يتهدد مستقبلهم. كما أنه من احسن وأفضل الأعمال التي يمكن أن تؤدى إلى اليتيم هي عن طريق إشعاره بالأمان والحنان والدفئ العائلي والطمأنينة، فهو بذلك يكون قد حقق منفعة كبيرة لليتيم، فجبر خاطر اليتيم يسعد الله تعالى بالإنسان، وسيناله الخير الوفير، لأنه ومن يقدم حسنة يكافئه الله تعالى بها احسن وأفضل مكافأة. كما وينبغي أن يتم تخصيص صندوق للأيتام يتم فيه وضع مخصصات مالية لكل يتيم، بحيث يستطيع إيجاد مبلغ من المال عندما يبلغ سن الرشد وينطلق ساعياً في هذه الحياة، محاولاً إيجاد نفسه وشق طريقه في الحياة.