هم الأمن والأمان، هم حماة الأرض وفرسان الأوطان، هم العين الساهرة التي لا تنام، فمن غيرهم يحفظ الأمن والسلام، ويمنع الأجرام ويقبض على المجرمين، فلولاهم لساد بين الناس الظلم والظلام، فهم يؤدون واجبهم بكل أمانة وبعيدا عن الخيانة، ولا يبيعون ضميرهن، فضميرهم المستيقظ هو وحده من يصون هذا البلد، ويحميه من الخيانات والجرائم المختلفة المتمثلة في القتل والسرقة وحوادث السير وغيرها.
يشترط في رجال الشرطة أن يكونوا من أصحاب الضمير الحي، فلا يقبلون بالجريمة أو حتى المخالفة من أي شخص كان، سواء أكان إنسانا بسيطا أو صاحب مركز مهم، فلا يفرقون بين أحد من الناس، وهم في خدمة الشعب والمجتمع، وفي وجودهم صلاح للعديد من المخالفات، ومن المهم أيضا أن لا يقبلوا بالرشاوي، لأنهم إن قبلوا بها أصبحوا مثلهم مثل أي مخالف من الشعب، ولربما يكون عقابهم أكبر، لأنهم من الأشخاص الملزمين بحماية المجتمع من كل أنواع الأخطار والانتهاكات التي قد تحصل.
ومن المهم أيضا أن يحافظوا على حقوق الآخرين ويحمون حرياتهم، فلا يسمح لأحد من الشعب أن يظلم الآخر أو ينتهك حقوقه بوجود القانون، فهم موجودون من أجل حل النزاعات التي تحدث بين الناس في الشوارع أو في بيوتهم، فلا يقفون مع شخص ضد الآخر إن لم يكن لديهم دليل قاطع على الحادثة، كما ويثق الناس بالشرطة ثقة عمياء، فهم يؤمنون بالقول الشهير القائل الشرطة في خدمة الشعب، فتجد الناس يطلبون مساعدة من الشرطة وكلهم ثقة بأنهم قادرين على توفير الحماية واسترداد حقوهم.
إن أهم المشاكل وعيوب التي تواجه رجال الشرطة هي حل النزاعات العائلية، فأغلب العائلات تلجأ إلى حلها بين بعضهم البعض دون الرغبة في تدخل الشرطة، ولكن الأمور قد تزداد سوءا فتصل للقتل والثأر، وتبقى الشرطة خارج الموضوع خوفا من ردة فعل هذه العائلات التي رفضت تدخلها منذ البداية، ومن المشاكل وعيوب المشهورة أيضا هي تلك الموجودة على الشارع، مثل: مخالفات المرور، فعندما ينتهك أحد السائقين قوانين المرور ليصل بسرعة أكبر، أو تسير السيارة بالاتجاه المعاكس، تراهم يعاندون رجال الشرطة عند مخالفتهم، ولا يقبلون بأن تسحب سياراتهم، ويبدؤون بالصراخ والشتم، ولا يسمحون لهم بممارسة أعمالهم بسهولة فيعيقون عملهم، ويزعجوهم بدرجة كبيرة، فلا بد للمخالف أن يعلم بأن الشرطي يطبق القوانين من أجل حماية المواطن بالشكل الرئيسي، وليس من أجل تحقيق أهداف ومصالح شخصية.
رجال الشرطة هم عنوان الشرف والأخلاق الحميدة، وهم أساس القيم والمبادئ، فهم يعملون بضميرهم لحماية الشعب والمجتمع، ولولاهم لعم الفساد وزادت الانتهاكات والمشاكل وعيوب والفوضى، لذلك لا بد من أن نثق بهم وبقدرتهم على توفير هذا الأمن والاستقرار، وعدم العمل على إزعاجهم أثناء تأديتهم لواجبهم.