اهمية تكنولوجيا المعلومات
لقد أثرت الثورة الرقمية على الحياة الإنسانية بصورة لا يمكن إغفالها وأحيانا يصعب مواكبتها ,وقد تحكمت في نمط الحياة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية وأصبح التطور الإقتصادي مرتبط إلى حد كبير بقدرة الدول على مسايرة هذا التطور السريع.
وقبل التطرق ووسائل إلي أهمية وفائدة تكنولوجيا المعلومات لابد أن نوضح ماهية هذه التكنولوجيا , ورغم أنه يصعب تحديد تعريفا مناسبا لها إلا أنه قد اتفقت الغالبية أنها ذلك الإنفجار المعرفي الضخم المتمثل في الكم الهائل من المعرفة ، وهي جميع أنواع التكنولوجيا المستخدمة في تشغيل ونقل وتخزين المعلومات في شكل إلكتروني ، وتشمل تكنولوجيات الحسابات الآلية ووسائل الإتصال وشبكات الربط ، وأجهزة الفاكس وغيرها من المعدات التي تستخدم بشدة في الإتصالات.
وتلك التطورات التي بدأت في الربع الأخير من القرن العشرين ، والتي اتسمت بالسرعة والإنتشار والتأثيرات الممتدة من الرسالة إلى الوسيلة إلى الجماهير داخل المجتمع الواحد أو بين المجتمعات، وهي تشمل ثلاث مجالات :
أولا : ثورة المعلومات .
ثانيا : ثورة الإتصال التي بدأت بالإتصالات السلكية واللاسلكية ، وانتهت بالأقمار الصناعية والألياف البصرية .
وأخيراً : ثورة الحسابات الإلكترونية التي امتزجت بوسائل الإتصال واندمجت معها والإنترنت احسن وأفضل مثال على ذلك.
وتحت شعار ( مابعد 2015) صرح بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في يوم الإثنين 9 سبتمبر 2013 في رسالة إلي القمة العالمية للشباب ، والتي بدأت أعمالها في سان جوزيه بكوستاريكا والتي تهدف إلي إخراط الشباب في رسم جدول أعمال التنمية بعد 2015 (إن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم عليها الشباب ، تلعب دورا مهماً في مكافحة الفقر ودفع التنمية في جميع أنحاء العالم .)
كما أضاف بان كي مون ( أن الشباب، ربما أكثر من غيرهم، يفهمون كيف تساعد تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في صنع الفارق في حياة الناس . وأضاف ، رأينا في السنوات الأخيرة كيف ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم عليها الشباب في نشر الأفكار وتوليد قوة الدفع من أجل التغيير، من ربط المدارس في القرى بالمعلومات والمعارف على شبكة الانترنت إلى توفير خدمة التطبيب عن بعد وتقديم معلومات عن الأحوال الجوية للمزارعين ، فإن تكنولوجيا المعلومات والإتصالات توفر حياة احسن وأفضل للمجتمعات الريفية .. بحسب الامين العام بان كي مون )
وحث الأمين العام الشباب على استخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات لإثراء حياتهم ومجتمعاتهم وشحذ قوتهم لتسريع التقدم في التعليم والتشغيل وخفض الفقر.
ومن هنا يمكننا إدراك قيمة تكنولوجيا المعلومات , ولا عجب في ذلك فقد كانت تكنولوجيا المعلومات السر وراء ثورات الربيع العربي , كما تمكنت أيضا من شحذ عزيمة الناس وتوحيد صفوفهم , وقد ساعد تطور هذه التكنولوجيات في كشف الكثير من الحقائق وفتح أعين البشرية على حقائق خفية غابت عنهم لسنوات.
لقد اصبح العالم اليوم يشبه قرية صغيرة , يستطيع أي شخص الوصول إلى أي مكان فيها بشكل سريع وسهل وذلك نتيجة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة وعلى رأسها شبكة الانترنت، والتي تساعد على العمل والتعلم الجماعي وكذلك في الاتصال السريع بالعلم والمعرفة وبأقل تكلفة , فهي توفر الكثير من الجهد والمال والوقت ايضا.
كما لا يمكن إغفال أهمية وفائدة تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم ، والتي تفتح العديد من الآفاق امام الطالب الذي لم يعد بحاجة لطرق ووسائل الشرح والمذاكرة التقليدية كما تفيد أيضا الدارسين عن بعد , والذي سيعكس قدرة الطالب على تنمية قدراته الفكرية والذهنية , فهي تلعب دوراً هاماً في دفع عجلة التعليم والمعرفة في شتى العلوم نحو آفاق جديدة وطرق ووسائل حديثة في اكتساب المعرفة و الاستفادة منها بالطرق ووسائل والظروف المختلفة ، فمن الممكن الآن الإستفسار عن المعلومة في مختلف الظروف والأوقات و من مصادر شتى ، فالمعرفة أصبحت عالمية بفضل تكنولوجيا المعلومات والإتصال.