طالما كان حلم البشرية هو جمع المعلومات في إناءٍ ووعاءٍ واحد له القدرة على التنقل في كل مكان، فنشر المعرفة بين الجميع بسهولة ويسر دون ضابط، واعطاء الحق للجميع في النشر والحديث والتواصل بكل حرية، الجميع ملوك والأرض كوكب واحد لا فواصل ولا حواجز على الإطلاق.
في العصر الحديث استطاع البشر تطوير علم جديد يربط بين المعلومة ونقلها والقواعد وتنظيمها، أطلقوا عليه اسم تكنولوجيا المعلومات، فالطريق فيها تتقدم بسرعة كبيرة حتى يتم تحقيق ذلك الحلم، حلم البشرية كلها.
إنّ أيّ فرد فينا عندما يستمع لكلمة تكنولوجيا المعلومات يفهم بسرعة كبيرة ما المقصود منها فهي الانترنت الذي نعايش والهاتف الذي نمسك به ونتصفحه يوميًا، إنه الفيسبوك الذي ندخله يوميًا لندردش مع أصدقائنا الذين يبلغون أكثر من 500 صديق افتراضي لم نقابلهم حتى، إنّه تويتر الذي نكتب فيه أي شيء خطر ببالنا ونظن أنّ هناك من يسمعنا، في حين أنّه من الممكن أن لا يكون أحد شاهد ذلك حتى، أو برامج الاتصال الحديثة التي تسمح لنا بالتواصل مع أهلنا عن بعد، فهم يتعلمون هناك وأنا هنا، أو مواقع التعليم، أو هذه المقالة هنا التي تقرأها، الكثير الكثير ما تعنيه لنا تكنولوجيا المعلومات، وأمي من لا يستطيع أن يعبر عنها بأي كلمة ولو بالقليل كما يقال في حق ذلك.
لكن تعرف ما هو أكثر دهشة، أنّ رغم انتشار هذا المصطلح بين عدد يجاوز ال 85% من سكان الأرض اليوم إلّا أنّ القليلين جدًا من يسيطرون على عالم البحث والتطوير في هذا المجال فنجد أنّ الغالبية العظمي مستخدمين فقط، فعلى سبيل المثال نجد أنّ المحتوى العربي على شبكة الإنترنت ضعيف جدًا، فهناك محتوى ضعيف ولكن كمية كبيرة من المعلومات المخادعة بنفس العناوين أو إعلانات زائفة، فببساطة لو فتحت موقع اليوتيوب لتالبحث عن شيء معين وكان هذا الشيء منتشر ومهم فإنّك لن تتمكن من إيجاده إلّا بعد مضي ساعة على الأقل من البحث لكثرة الفيديوهات التي تحمل نفس العنوان، ولو قررت الالبحث عن معلومة مفيدة باللغة العربية، فإنّك ستفاجئ بعدد الروابط التي تجدها في جوجل عند البحث، وتفتخر أنّ المحتوى كبير فتفتح الروابط فتجد المعلومات قد نسخت كتعرف على ما هى دون أي تعديل حتى عليها، في ما نسبته 97% من الروابط التي ستقوم بالاطلاع عليها.
لعل أكثر كارثة تصيب عالم تكنولوجيا المعلومات خصوصًا في المجتمع العربي، هي قلة البحث وإضافة المحتويات الجديدة، وتطوير التطبيقات واللغات المستخدمة في هذا المجال، فعدد الذين يمكن الاعتماد عليهم في العمل في هذا المجال بحرفية يكادوا يكونون نادري الوجود، ولكنّهم للأسف محاربين بشدة من قبل المجتمع العربي، فهذه المقالة تحريض على البحث في هذا المجال، فهو مجال جديد لم تفتح جميع أسراره بعد، ويستطيع الباحث فيه أن يحقق مستقبلًا زاهرًا لنفسه وأيضًا تحقيقًا واسعًا لذاته. فابدؤوا فإن الله يبارك العاملين