قناة السويس
قناة السويس هي عبارة عن قناة صناعية ابتكرت وصممت بعقول فراعنة مصر القدماء، وفي العصر الإسلامي تمت إعادة حفرها وتشغيلها، ثم تم ردمها مجددا لما هى اسباب سياسية زمن الخليفة أبي جعفر المنصور.
بقيت منسية على حالها حتى بداية الحملة الفرنسية على مصر، واستهدفت الحملة في بداية تمكنها من السيطرة على مصر إلى إحياء مشروع البحرين مجددا، وذلك بهدف ضرب المصالح الإنجليزية في بلاد الهند.
اكتشف المهندسون في أواسط القرن التاسع عشر للميلاد أخطاء فادحة في حفر القناة، وعملوا على إضافة بعض اللمسات في تصميم القناة وذلك عن طريق ابتكار مشاريع استغلت فيما بعد عن طريق مساعد القنصل الفرنسي في ذلك الوقت فريديناند دي ليسيبس، الذي كان بدوره صديقا حميما للخديوي محمد سعيد الذي أعلن موافقته على المشروع دون أي تردد.
كان مشروع حفر قناة السويس قد تم رفضه قبل ذلك بنصف قرن من الزمان من قبل والده الخديوي محمد علي باشا، بحجة الخوف من زوال ملكه وتمكن الاستعمار من بلاده، لكن الابن قد ضرب موقف أبيه بعرض الحائط، وذلك عند قيامه بتوقيع عقد خصخصة وامتياز، والذي اعتبر هذا التوقيع إجحافا للطرف المصري وعلى وجه الخصوص البند الذي يتحدث عن استخدام الأيدي العاملة بالسخرة، الأمر الذي دل على انتزاع الرحمة من أعماق قلبه، بالإضافة إلى موافقته على مدة الامتياز، فهذا يدل على محدودية فكره التي تميل إلى السذاجة والغباء وعدم تقديره لعواقب الأمور.
تعتبر قناة السويس من أهم القنوات المائية على الإطلاق، وذلك لتفردها في ربط الشرق مع الغرب، وهذا الأمر أدى إلى تذليل الكثير من المشاق والصعاب بسبب طول المسافة وما يرافقها من مخاطر وصعاب كان يتعرض لها التجار والملاحون عن طريق اضطرارهم للمرور عبر رأس الرجاء الصالح قبل القيام بتجديد حفر القناة.
تنقسم القناة إلى قسمين بشكل طولي، حيث يقع هذان القسمان إلى جنوب وشمال البحيرات المرة. عرض القناة يسمح بمرور السفن في كلا الاتجاهين بنفس الوقت في أغلب أجزاء القناة، حيث إن هذه القناة تعتبر من أسرع الممرات البحرية الواقعة بين قارتي آسيا وأوروبا، فهي تختصر من عمر الرحلة في البحر الأبيض المتوسط حوالي خمسة عشر يوما.
كما تعد شريان سلام وخير ورخاء للمصريين والبشر جميعا في شتى أرجاء العالم، وأيضا تعتبر قناة السويس صلة الوصل بين قارات العالم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا.
توفر هذه القناة كميات كبيرة من الوقود، وتمتاز بعامل السلامة والأمان، بالإضافة لهذا كله فإن القناة تعتبر هبة من الله للشعب المصري الذين عملوا على شقه بسواعدهم بإصرار وعزيمة.