يعتبر القلب بمثابة المحرك لجسم الإنسان ، حيث أن عمله الذي يتلخص في ضخ الدم إلى الأعضاء و الأجهزة الداخلية للجسم يعتبر السبب الأهم في عمل تلك العضاء و الأجهزة الحيوية ، لأن الدم يمد الجسم بالأكسجين اللازم و المواد الغذائية اللازمة لاستمرار الحياة و التمتع بالقوة اللازمة للعمل و القيام بالمهام المطلوبة . و أمراض القلب متعددة و تظهر بشكل أكبر في مراحل التقدم بالسن خاصة عند الأشخاص الذين كانوا يتبعون أنماط غذائية و حياتية غير صحية . و تضخم القلب هو حالة طبية تصيب القلب يحدث فيها زيادة في سمك الجدار العضلي للقلب و كبر الحجرات القلبية عن الطبيعي ، و هو ما يشكل عبء شديد على عمل القلب حيث يكون من المفترض أن يزيد من قوة النبضات لكي يستطيع ضخ الدم بنفس المعدل و القوة العاديين ، مما يسبب ضعف في عضلة القلب بسبب عجزها عن القيام بدورها الطبيعي و بالتالي ظهور علامات و دلائل ذلك الضعف النسبي على الجسم و الأعضاء الحيوية للإنسان .
و تظهر أعراض تضخم القلب في شكل ضعف و إرهاق عام و مستمر بسبب عدم وصول الدم إلى جميع أجزاء الجسم بصورة سليمة ، و ضعف العضلات و عدم القدرة على أداء الأعمال البدنية ، و شحوب الجسم و الذبول ، و التعرض لضيق في التنفس بسبب ضعف عضلات القفص الصدري ، و ظهور ورم في القدمين بسبب عدم وصول الدم إلى الأطراف ، بالإضافة إلى ظهور أعراض أمراض القلب الأخرى كتصلب الشرايين أو الإصابة بالأزمات القلبية .
و علاج و دواء تضخم القلب دوائياً ليس متاحاً حتى الآن ، إذ لا توجد أدوية تعمل على تقليص حجم القلب مرة أخرى ، ولا توجد عمليات جراحية تقوم بهذه المهمة إلى الآن . لذا يمكن ان يتلخص علاج و دواء تضخم القلب في العمل على تحسين قوة العضلة القلبية و ضغط الدم بحيث يصل الدم إلى جميع أعضاء و أجهزة الجسم بصورة صحية . و يتعايش المريض مع حالة تضخم القلب عبر الإهتمام بتعديل اسلوب حياته من حيث التوقف تماماً عن التدخين و تخفيض الوزن و الإلتزام بأطعمة صحية و الإبتعاد عن العوامل التي تسبب القلق و التوتر و متابعة الطبيب بشكل دوري من أجل الإطمئنان على صحة القلب . و في بعض الحالات الخطرة التي تكون فيها درجة التضخم عالية للغاية يتجه الأطباء إلى الإجراء الجراحي ، و هو القيام بعملية زرع القلب .