وُلد سعد عبد الوهاب عام 1929م، مصري الجنسية، درس في كلية الزراعة وأنهي دراسته وتخرج منها عام 1949م. يعتبر سعد عبد الوهاب أبن أخ الموسيقار الفذ محمد عبد الوهاب، وقد اعتبره بعض النقاد بأن مستواه الفني قريب للغاية من مستوى عمّه محمد عبد الوهاب وخاصة ألحانه المميزة، إلا أنّ البعض اعتبره محاكي ومقلّد له في كثير من الأحيان، خاصة وأن سعد عبد الوهاب تربى علي يد عمه محمد عبد الوهاب وحاول عمه إبعاده للسعودية ونجح في إبعاده إليها وكان زميلاً لبعض الملحنين علي مستوي جمهورية مصر، أمثال (بليغ حمدي وكمال الطويل ومحمد الموجي وفايدة كامل ومحمود الشريف)، وعمل في الإذاعة والتلفزيون كمذيع في إحدي الفضائيات المصرية لمدة تراوحت خمس سنوات، ثم بدأ بالميل نحو الغناء حيث اكتشفه المخرج حسين فوزي وقدّمه في أفلام سينمائيّة عدّة "العيش والملح "، وظهر بمستوى رائع أُعجب به الكثير من المشاهدين على مستوى الجمهورية وخارجها.
في فترة من الزمن قارب علي العشرين عاماً ترك سعد عبد الوهّاب الغناء في مصر ليذهب لدولة الإمارات المتّحدة والسعوديّة وكذلك الكويت، وعمل مستشاراً للأغنية الوطنية وعمل على تنظيم ووضع لحن النّشيد الوطني لدولة الإمارات وغنّاه بنفسه، وفي سنة 1964انتقل للسعودية لتأدية فريضة الحج وحصل على الإقامة الدّائمة هناك. تعتبر بعض أغانيه نقطة تحول في الغناء العربي، وظهر لمعانه في بعض الأغاني الطربية الرائعة منها (الدنيا ريشة في هواء، والقلب القاسي، ومن خطوة لخطوة، وعلى فين وخدانى عنيك، وجنة أحلامي، وشبابك أنت، وبنات البندر، ووشك ولا القمر).
تعتبر أفلامه السينمائية واقعية حيث قُدمت فيها الحياة المصرية في زمنه التي اتسمت بالواقعية، ولكن وقتها اتسم أداءه ببعض المبالغة من فيلمه الأول ولغاية فيلمه السادس "بلد المحبوب"عام 1951وبعدها بأربع سنوات قدم فيلمين يعتبراً الاحسن وأفضل له فنيا حيث أُعجب به الكثير من المشاهدين والنقاد لما قدمه من أداء ومستوى رائع للغاية هما فيلمي ("أماني العمر عام 1955 و"علموني الحب"عام 1957). خلال فترة وجوده في السّعودية حاول الفنّان سعد عبد الوهاب الإبتعاد عن الإيقاعات الرّاقصة في أغانيه، والتوجّه إلى الأغاني الروحانيّة، هذا وقد سجل الفنان خلال مكوثه في لندن لبعض السنوات بعض من سور القران الكريم.
رحل الفنان تاركاً وراءه موسوعة فنيّة وموسيقيّة وسينمائيّة، وقام بعمل مائة أغنية وسبعة أفلام يُحكي بها لغاية الآن ، إضافة لبعض الأغاني والآلحان والأناشيد الوطنية الرائعة لبعض أقطار الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي، توفي الفنان سعد عبد الوهاب عام 2004 عن عمر ناهز الخامسة والسبعين بعد إصابته بمرض ألم به لمدّة ثلاث سنوات.
وفي النّهاية يمكن التّأكيد على أنّ الفنّان سعد عبد الوهاب صنع لنفسه نموذجاً فنيّاً سيظل محفوراً في قلوب ملايّين المشاهدين في العالم العربي، على الرّغم من تواجده خارج جمهوريّة مصر بابتعاده عن الفن لمدّة عشرين عاماً في المملكة العربية السعودية.