يعطي الذكر في عملية الجماع ملايين الحيوانات المنوية، تنتقل من المهبل إلى الرحم ثمّ إلى قناة البيض، ولا يصل إلى تجويفها إلّا بضعة آلاف. أمّا الأنثى تنتج بويضة واحدة شهريًا في منتصف الدورة الشهرية، وتعيش البويضة عادة حوالي 24 ساعة وإذا لم تخصب فإنّها تموت.
أمّا إذا تصادف وجود الحيوانات المنوية مع البويضة في الثلث الأول من قناة البيض فإنّها تتجمع حول البويضة وتبدأ باختراق طبقة الخلايا المحيطة بالبويضة، ويساعد في ذلك رأس الحيوان المنوي المدبب بالإضافة إلى إنزيم يفرز من رأس الحيوان المنوي.
يدخل الحيوان المنوي إلى داخل البويضة، بعد ذلك تفرز البويضة طبقة قاسية حول نفسها؛ لتمنع دخول حيوان منوي آخر، ثمّ تندمج نواة الحيوان المنوي التي تحتوي على 23 كروموسومًا بنواة البويضة (23 كروموسومًا) في عملية تسمى الإخصاب، لتنتج بويضة مخصبة تحتوي 46 كروموسومًا نصفها من الأب، ونصفها من الأم.
تسمى الفترة ما بين عملية الإخصاب والولادة فترة الحمل، وتستغرق حوالي تسعة أشهر عند أنثى الإنسان، يتمّ فيها تكوين الجنين الكامل. ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى أربع مراحل أساسية:
المرحلة الأولى:
تبدأ من الإخصاب وحتّى نهاية الأسبوع السادس، حيث تبدأ البويضة المخصبة بسلسلة من الانقسامات المتساوية داخل قناة البيض، وعندما يبلغ عدد الخلايا 16 خلية تسمى التويتة، وخلال رحلتها إلى الرحم تتحول إلى كتلة كروية مجوفة تتكون من مئات الخلايا تدعى الكبسولة البلاستولية، وعند وصول الكبسولة إلى الرحم تلتصق بجداره وتقوم بالانزراع داخله وذلك في الأيام (6-9) من الإخصاب، ثمّ تتكون المشيمة التي هي عبارة عن نسيج من خلايا الجنين وبطانة الرحم، ويرتبط الجنين بها بوساطة الحبل السري.
يبدأ الرأس بالتشكل أولًا ثمّ تتشكل البراعم الطرفية، وتكون العيون ظاهرة بوضوح بينما تكون ملامح الوجه غير واضحة، ومن المدهش أنّ الثنيات القلبية (القلب الصغير) تبدأ بالنبض في هذه الفترة، يحيط بالجنين في هذه الفترة كمية صغيرة من سائل يدعى السائل الرهلي الذي يعمل على حماية الجنين من الصدمات ويحافظ على ثبات درجة حرارته.
المرحلة الثانية:
وتمتد من نهاية الأسبوع السادس إلى الأسبوع الثاني عشر.
وتتميز هذه المرحلة بظهور ملامح وجه وجسم الجنين بصورة واضحة، وتكون الأصابع منفصلة عن بعضها، ويتميز الجنس في نهاية هذه المرحلة، وتنمو العضلات والأعصاب بشكل واضح.
المرحلة الثالثة:
وتمتد من نهاية الأسبوع الثاني عشر حتى الأسبوع الثاني والعشرين، يستمر نمو الجنين في هذه المرحلة وتبدأ العظام بالنمو، وتشعر الأم بحركة الجنين ويكتمل تكوين أجهزة الجسم الداخلية. يغطي الجنين في هذه المرحلة طبقة بيضاء شمعية رقيقة تساعد على حمايته داخل الرحم وتختفي عادة قبل الولادة.
المرحلة الرابعة (الجنين المكتمل):
وتمتد من نهاية الأسبوع الثاني والعشرين وحتّى الولادة، يكتمل في هذه المرحلة نمو كافة الأجهزة، وتكون عينا الجنين مفتوحتين، وتظهر الأظافر بوضوح، وينقلب وضع الجنين تدريجيًا ويصبح الرأس متجهًا نحو الأسفل باتجاه عنق الرحم في الحالات الطبيعية في وضع ملائم للتحضير للولادة.