الدعاء
الله تعالى فضل على عباده أن فتح لهم باب الدعاء والرجاء بكل ما يحتاجونه ويتمنونه، فالله عز وجل يحب أن يسمع دعاء عبده ومناجاته، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء والمناجاه لله تعالى، وهو مغفور الذنب وصاحب أعلى الدرجات في الجنة، كما كان دائما يدعو الله بأن يستحيب لدعائه، وأن لا يكون ممن لا يستجيب لهم، قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها» رواه مسلم.
كما أن الله تعالى يحب أن يدعو العبد لأخيه في ظهر الغيب ومن دون علمه، فهذا يزيد من المحبة والألفة فيما بينهم، ويعطيه مما يدعو به لأخيه، عن أم الدرداء رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة فعند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل». أخرجه مسلم.
ما هى اسباب إجابة الدعاء
- التماس الإخلاص عند الدعاء إلى الله تعالى، فالأعمال كلها يجب أن تكون خالصة لله تعالى من دون رياء، وكما أنه يجب أن يكون قلب العبد متعلقا بالله ومخلصا له، فالدعاء الخالي من الإخلاص لا يستجيب الله تعالى له.
- التماس الصدق عند الدعاء، وحضور القلب وكل الجوارح، وعدم التكلف ومحاولة تحقيق السجع في الدعاء لأن الله تعالى قريب من العبد ويعلم ما في نفسه.
- التيقن وحسن الظن بالله تعالى بأنه سيستجيب للدعاء، والإلحاح والتضرع، وعدم استعجال الإجابة، فقد يستجيب الله تعالى لدعاء العبد كما دعاه أو يبعد عنه مكروها أو يدخرها له ليوم القيامة.
- التماس الأكل الحلال وكسب المال الحلال ليستجيب الله تعالى، فقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الذي مأكله حرام وملبسه حرام أنى يستجاب له، وكذلك هو حال آكل الربا وكل من يعمل في الأعمال المحرمة مثل المعازف والأغاني وبيع الخمور.
- اختيار الأوقات التي تكون احتمالية استحابة الدعاء أكبر، مثل الفترة ما بين الأذان وإقامة الصلاة، وعند الإفطار في شهر رمضان، والثلث الأخير من الليل، في السجود أثناء الصلاة.
- التزام آداب الدعاء مثل البدء بالحمد والثناء على الله تعالى، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والانتهاء بنفس الطريقة.
- الدعاء في وقت الرخاء وفي وقت الشده، فالمنافقون هم من يلجؤون إلى الدعاء وقت وقوع المصائب وفي وقت الشده، بينما وقت الرخاء ينسون الدعاء وينسون أنفسهم.
- التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة والنوافل والطاعات.
- عدم الدعاء بمنكر أو إثم أو على الأهل أو البيت.