جدول المحتويات
الدعاء
لا يجد المسلم ملجأ يلجأ إليه وقت الشدة سوى أن يرفع يديه عاليا طالبا رحمة ربه ومساعدته، ولا شيء أصعب على المسلم من أن يدع ربه دون أن يستجيب له، فهذا سيشعره بالضيق الشديد والاستعاذة من دعاء لا يسمع، ويجعله يسأل عن الما هى اسباب التي أدت إلى ذلك؛ لأنه يعلم بأن الله تعالى لا يرد سائلا ولكن قد يكون هنالك حاجزا بينه وبين ربه بسبب أفعاله أو عدم صلاح نفسه، واستجابة الدعوى هي ميزة يتميز بها المؤمنون والأنفس المطمئنة بالله تعالى والقريبة منه وهي نعمة من نعم الله عليهم، ولكن لا يجب على المسلم أن يشقي نفسه بل يجب عليه أن يالبحث عن الما هى اسباب التي أدت إلى عدم استجابة دعواته، ويقوم بإصلاح نفسه حتى يرتقي إلى المرتبة التي يحبها الله ويجعله يستجب له، ومن الما هى اسباب التي تجعل دعاء العبد غير مستجاب:
ما هى اسباب عدم استجابة الدعاء
- ارتكاب المعاصي، فمرتكب المعاصي يكون غافلا عن ذكر الله، ويقوم بالأعمال التي تغضب ربه وتبعده عنه، مما يجعل دعاءه غير مستجاب عند الله، فلا يجب عليه سوى التوقف عن المعاصي، والتوجه إلى الله بالتوبة الصادقة وطلب مغفرته ورضائه، واستبدال الأعمال السيئة بأخرى صالحة للتكفير عن الذنوب وكسب رضى الله ومغفرته.
- من كان مطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، فكسب الرزق من مصادر غير محلله ستلقي بصاحبها إلى التهلكة، ولن يستجيب الله لدعواته، فيجب عليه أن يمتنع من الكسب الحرام ويلجأ إلى كسب الرزق بالطرق ووسائل الحلال والمشروعة ويتصدق بأمواله ويعيد الحقوق لأصحابها، ويتوب لله ويستغفره.
- استعجال الإجابة، فمن يدعو الله تعالى متسرعا الإجابة ويتوقف عن الدعاء عندما لا يستجاب فإن الله لن يستجب له دعاؤه؛ لأن الله يحب العبد اللحوح ولا يجوز أن ييأس من الله تعالى، بل عليه أن يثق بالله وباستجابته لدعواته من أعماقه.
- الدعاء بطريقة غير مناسبة وغير لائقة، كأن يرفع العبد صوته بالدعاء فالله تعالى سميع قريب، أو أن يتغنى العبد أثناء الدعاء، فلا يجوز أن يتغنى العبد أثناء دعائه لأنه لم يسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر كما سن التغني بالقرآن الكريم، فيجب أن يتوجه إلى ربه بالدعاء كأنه يراه ويظهر الافتقار إلى ربه والحاجة إليه والتذلل والانكسار، ويستشعر الخوف والوجل من الله، ويستحضر عظمة الله وجلاله، ويتيقن أن الله سيستجيب له بتعرف ما هو أصلح له.