إن الماء سر الحياة على سطح الأرض؛ فهو يغطي 70% منها واساس كل حي، ولولا الماء لانعدمت الحياة عليها؛ فكوكب الأرض دوناً عن الكواكب الاخرى في المجموعة الشمسية هُيأت فيه الحياة . ومصادر الماء كثيرة؛ فهي تقسم لمياه سطحية؛ كمياه الأمطار والأنهار والبحار والمحيطات والشلالات وغيرها، ومياه جوفية تكمن في جوف الارض، وتستخرج منها. ولضرورة الماء للإنسان والحيوان والنباتات، وللمجالات الأخرى؛ كالزراعة والصناعة وغيرها فمن الواجب المحافظة عليها، وحمايتها من التلوث او النضوب، فشح المياه مشكلة تواجه الانسان في بعض الدول، ولكن تلوثه تواجه العالم بأكمله فتلوثه يعني:إضافة مواد ضارة اليه تجعله غير صالح للإستخدام البشري، وهو يسبب الكثير من الامراض؛ كالإسهال والجفاف والتهابات الكبد والكوليرا وغيرها .
ومصادر التلوث كثيرة خاصة مع التقدم التكنولوجي والإستخدام الشديد للكيماويات؛ فمخلفات المصانع التي تلقى في البحار والمحيطات تؤدي إلى تلوثه، وقثل الحياة البحرية، وكذلك ناقلات النفط التي تسرب النفط فيها . وهناك التلوث بالمبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية وغيرها من المخلفات الزراعية. وقد يجعل التلوث المياه غير قابلة للمعالجة أو الإستخدام؛ فقد تسبب المواد الضارة في المياه الى تعكيرها او تغيير لونها ورائحتها وطعمها، وكذلك وجود الميكروبات والبكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة الضارة تجعلها مياهاً ملوثة .
إنّ تسرب مياه الصرف الصحي لمياه الشرب تجعلها ملوثة بشكل كبير؛ قد تؤدي لقتل الإنسان قبل غيره من الكائنات الحية . كذلك الملوثات الكيميائية والاشعاعية سبباً في تناقص أعداد الكائنات البحرية، وكل هذه الملوثات تسبب نقصاً في كمية الأكسجين في المياه. بعض أنواع الملوثات تكون طبيعية وهو ما يسمى التلوث الطبيعي، وليس للانسان علاقة به؛ كزيادة ملوحة المياه او درجة حرارتها . فيؤدي ذلك لتغير خصائص الماء الطبيعي مما يجعله غير صالح للشرب لتغير لونه أو طعمه او رائحته .
إنّ الإنسان اسهم بنوع اخر من التلوث، وهو اشد خطورة وأكثر انتشاراً من التلوث الطبيعي؛ وهو التلوث الكيميائي، فانتشر التلوث بالمواد الكيميائية السامه والقاتلة؛ كالرصاص والزرنيخ والزئبق وغيرها . حتى وجود البكتيريا والفطريات في المياه يؤدي للكثير من المراض مثل: التيفوئيد والتهابات الكلى وغيرها . وهناك التلوث بالمركبات الزراعية الصناعية والأسمدة الصناعية عند وصولها لمصادر المياه متل: النترات و النيريت المسببة للسرطان. وحتىإضافة النترات كمادة حافظة للمياه المعدنية بكميات كبيرة يؤثر على الإنسان بشدة، ويؤدي لموت الأطفال الصغار .
إن مشكلة تلوث المياه باتت مشكلة عالمية نتيجة انشطة الإنسان واستخدامه للصناعة والكيماويات بشكل مبالغ فيه؛ فمخلفات المصانع وعمليات التعدين وتكرير النفط وغيرها من الصناعات اسهمت كثيراً في تلوث المياه وانتشار الأمراض بين الناس؛ لذا يجب الحد من تلوث المياه، وسن قوانين تمنع تلوثه وانشاء محطات تنقية المياه ومعالجتها بكثرة ، ومنع استخدام الاسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية بكثرة او بالقرب من مصادر المياه . ومنع تلوث المياه الجوفية بعدم انشاء مكب النفايات والمخلفات الصناعية والاشعاعية بالقرب منها . والتوجه للصحارى الفارغة البعيدة عن السكان ودفنها هناك. ويجدر –أيضاً - بناء المصانع ومحطات تكرير النفط بعيداً عن مصادر المياه والمناطق السكنية، وعدم نقل النفط ومشتقاته عبر المحيطات او اي مصدر مائي آخر لمنع تلوثها . والحد من باقي انواع التلوث؛ كتلوث الهواء والتربة؛ اذ ان تلوث اي عنصر من عناصر البيئة يؤدي لسلسلة من التلوثات في باقي العناصر الأخرى، آن الأوان للإنسان أن يقف عن تدمير نفسه وبيئته الطبيعية .