التلوث أصبح يحاصرنا لدرجة أننا نعجز عن إدراك أننا في خطر دائم بسبب العوامل التي تسبب التلوث و مظاهر التلوث المحيطة بنا ، و يغفل أغلب الناس حقيقة أن التلوث هو سبب معظم الأمراض التي تصيبنا إن لم يكن جميعها ، و أن الأدوية و الأغذية التي نتناولها بغرض الحفاظ على الصحة و العلاج و دواء قد تكون من الأشياء التي تسبب وصول ملوثات كيميائية إلى داخل جسم الإنسان .
التلوث الذي يحيط بالكوكب بدأ يتعاظم مع التطور الصناعي الذي تزامن مع استخدام المحركات البخارية ، و دخول العالم إلى مرحلة الثورة الصناعية . و أدى ذلك إلى حدوث أشكال متعددة من التلوث التي تطورت بتطور التكنولوجيا و زيادة أعداد السكان و الحاجة إلى الإنتاج الكثيف الذي فرضته الزيادة السكانية المتطردة .
و إذا قمنا بتقسيم التلوث إلى التلوث المائي ، و التلوث الهوائي ، و تلوث التربة فسنجد أن النسبة الأكبر من التلوث و مظاهره و أخطاره الصحية التي تحيق بالجنس البشري هو تلوث الهواء ، حيث كانت عوادم الفحم المستخدمة في الصناعة سابقاً تؤدي إلى تآكل الغلاف الجوي و حدوث العديد من الأمراض التنفسية للمجموعات البشرية القريبة من المناطق الصناعية ، و مع التطور الصناعي كان استخدام الكيماويات و مشتقات البترول التي أدت إلى تآكل الغلاف الجوي و ظهور ثقب الأوزون . و يمكن ملاحظة التلوث الجوي في المدن الكبيرة و المزدحمة من خلال الأتربة التي تغطي الأبنية و زيادة نسب أمراض الصدر و القلب . أما تلوث التربة فيأتي في المرتبة الثانية ، حيث أدى إستخدام المبيدات الحشرية الكيميائية في الزراعة إلى تلوث النباتات ، بالإضافة إلى الأمطار الحمضية التي تتساقط على التربة في المناطق التي يوجد بها تلوث هوائي فتؤدي إلى حدوث تلوث في التربة و المنتجات الزراعية . و يرتبط هذا بالتلوث المائي بشكل وثيق بالطبع ، حيث أن المياه التي تستخدم في الري تكون أولى العوامل التي تؤدي غلى تلوث التربة .
و التلوث المائي الذي يحدث بسبب التسربات البترولية ، و بسبب إلقاء مخلفات المصانع و المخلفات العضوية في مياه البحار و المحيطات ، فضلاً عن الانتهاء والتخلص من النفايات النووية في مياه المحيطات تؤدي إلى العديد من الأمراض التي تصيب جميع الكائنات الحية على الكوكب ، و يلاحظ تأثير ونتائج التلوث على البشر في شكل الأمراض الجينية و الطفرات الوراثية التي تصيب العديد من المواليد حول العالم و تعاني العديد من الدول من تفاقم المشاكل وعيوب الصحية لدى سكانها بسبب التلوث إلى الآن .