البيئة اصطلاحاً هي محيط الإنسان الذي يتأثر به ويؤثر فيه. للبيئة دور مهم في تنشئة الإنسان فإذا نشأ الشخص وسط مجتمع تحكمه الأخلاق الحميدة والانضباط كان لهذا نسبة كبيرة في صفات هذا الشخص الأخلاقية وفي طريقة تعامله من حوله، وبالتالي فهو اكتسب من هذه البيئة العادات وعاود بثها إلى البيئة التي سيوضع فيها، لذلك فهي عملية دورانية، بمقدار ما يكتسب الشخص بمقدار ما يعطي ويبث.
البيئة تؤثر في الإنسان منذ نعومة أظفاره، إذ تعتبر السنين الأولى من حياة الإنسان هي الأهم في حياته إذ إن شخصيته تتشكل فيها، فهو يتأثر بكل ما حوله من عادات سواءً سيئة أو جيدة، فيكون الإنسان كالوعاء قابلاً لأن يحتوي أي شئ كان، وكالعجينة قابلاً ليتشكل بأي شكل. يتأثر الطفل بشكلٍ أساسي بوالديه أمه وأبوه ثم بإخوانه ثم بأقربائه ثم بأصدقاءه ثم بجيرانه ثم بمعلميه ثم بزملاءه وكل من يتعامل معهم، لذلك فالوالدين والمعلمون ومن يحبهم الطفل ويرتاح معهم هم قدوته، إذا صلحوا صلح الطفل وإذا فسدوا فسد الطفل، فالقدوة شئ أساسي في الحياة، لا يمكن الاستغناء عنه، وما ينتشر اليوم من فقدان للقدوة الحسنة وتعلق بشخصيات زائفة أوجد أخلاقاً جديدة لدى الناس لم يعتادوا عليها يوماً، وبالتالي فهم لا يعرفون الطريق الصحيح الذي ينتهجونه والذي يمثل قمة المثل والأخلاق الأخلاق العليا التي يجب على الجميع التحلي بها.
هذا بالنسبة للبيئة الاجتماعية للفرد، إلى جانب ذلك هناك البيئة المحيطة والتي تحتوي على العناصر الأساسية التي تعطي الإنسان وكافة الكائنات الحية القدرة على مواصلة الحياة، من ماء وهواء ونبات وحيوان وغيرها. فهذه العناصر هي العناصر التي لا يستطيع أي كائن حي الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال، لما تشكله من وقود يمكن من القدرة على المواصلة في الحياة وأداء المهام بأكمل وجه، فلا حياة بلا ماء وهواء ونبات وغذاء. ولما كانت هذه العناصر تشكل هذه الأهمية وفائدة العالية في الحياة فقد وجب الحفاظ عليها وعدم العبث بها، وإن ما تتعرض له اليوم البيئة من أذى يلحقه الإنسان بها في العاقبة الوخيمة التي تهدد مستقبله وحياته، فتلوث المياه يؤدي إلى تلاشي الغطاء النباتي وتلوث الهواء عن طريق امتلاءه بالعناصر السامة تسبب الأذى للكائنات وتراكم النفايات يؤدي إلى جلب الأمراض والفيروسات والبكتيريا التي تدمر صحة الإنسان وتهدد البيئة.
لهذا فالبيئة بهذان المعنيان تشكل المنظومة المتكاملة التي تجعل الإنسان سعيداً في حياته وهنيئاً وتيسر له السعي في الأرض لإعمارها ليكون بذلك خليفة الله في أرضه.