استهتار الإنسان بالمقدرات وبالبيئة المحيطة وبمستقبله ومستقبل الأفراد والأجيال القادمة ليس له حدود، ففي الوقت الذي تعاني فيه دول العالم أجمع من مشاكل وعيوب بيئية بسبب سوء تصرف الإنسان بدرجة أولى ورئيسية، يأتي تهور الإنسان وسوء تصرفه مرة أخرى ليزيد الطين بلة يزيد من تفاقم الأوضاع بدون أي رقيب أو أي حسيب، ومن هنا فالإنسان هو الشخص الأول المسؤول عن الكوارث البيئية التي تحدث على كوكب الأرض، وهو الشخص الوحيد أيضاً القادر على أن يخلص الأرض من هذا الدمار الذي ألحقه بها والذي تسبب لها به.
تحتوي البيئة التي يعيش الإنسان فيها على العديد من العناصر الهامة والهامة جداً والتي يتفاعل معها وبشكل دائم، حيث يؤثر فيها ويتأثر بها، ومن هذه العناصر الماء والنبات والحيوان والتراب والهواء وغيرها، وهي عناصر هامة جداً لضمان نموه على الوجه الأمثل والأكمل وأيضاً ضرورية جداً لضمان استمراريته في الحيا، فبدون هذه العناصر لن توجد هناك حياة سواء للحيوان أم للإنسان.
من أبرز الملوثات البيئية ملوثات الهواء عن طريق تسرّب المواد الضارة والغازات السامة والمنبعثة من سوء استخدام الإنسان للموارد وسوء تدبير الأنشطة التي يقوم بها والتي يؤدّيها يومياً، أمّا تلوّث المياه فهو أيضاً ناشئ عن إلقاء كافة الملوثات في المياه وفي اى مكان قد يصل المياه ويكون قريباً منه، والتربة كذلك الأمر، ومن هنا فإن القضاء على التلوث يكون ابتداءً بالتوقف عن كافة الممارسات والأنشطة السلبية التي يقوم الإنسان بها ويمكن إيقاف هذه الممارسات عن طريق الرقابة الحكومية على كافة المنشآت والرقابة على الأفراد في الشوارع وتغليظ العقوبات على أي عمل قد يؤدي إلى تخريب وتدمير وتلويث البيئة بالإضافة إلى ضرورة بث الوعي والمسؤولية في المجتمع وبين الناس، لأن ذلك من شأنه أن يعمل على إيقاف إيذاء البيئة وتلويثها وهدر ثرواتها بهذا الشكل المحزن الذي يجري اليوم بلا رقيب أو حسيب.
كما ويجب على الجميع أن يتّحدوا متكاتفين في وجه كل من يحاول إيذاء البيئة حتى يشعر بالخزي والعار، وحتى يشعر أنه شاذ عن القاعدة وعن بقية الأفراد في مجتمعه، لا أن يشعر بالنشوة عندما يقوم بإلقاء نفاياته في الشارع أو في اى مكان آخر غير الأماكن المخصصة كما يحصل في بلداننا للأسف الشديد، كما ويجب أن يظل التركيز على الجانب البيئي حاضراً في كافة الأعمال وأن لا يهمل الأثر البيئي عند القيام بأي نشاط إنساني مهما كان حجمه.