التلوّث البيئيّ
لم تأت على الأرض أيَّام تعاني فيها معاناةً حقيقيَّة كيومنا هذا، فالأرض اليوم مليئة بل طافحة بأنواع الملوِّثات المختلفة التي دمّرت أصناف الحياة، وجعلت العديد من أنواع الكائنات الحيَّة تواجه خطر الاندثار والانقراض.
التلوّث البييئيّ يعني امتلاء البيئة بأنواعها بالملوِّثات المختلفة التي تسبِّب الضرر الكبير لها وللكائنات الحية التي تعيش فيها، حيث تُقسم هذه الملوِّثات إلى الملوِّثات الطبيعيّة التي تتسبَّب البيئة في إنتاجها، وإلى الملوِّثات الصناعيَّة التي يسهم الإنسان في تكوينها، بحيث تشكِّل ضرراً مضاعفاً على البيئة يفوق الضرّر الناتج عن الملوِّثات الطبيعيَّة.
يرتبط التلوث البيئيّ بشكلٍ رئيسيٍّ بالتقدم التقني المهول الذي تشهده البشريّة من عصرٍ إلى عصرٍ آخر، فالعلاقة طرديَّة بينهما، ففي يومنا هذا، نلاحظ انتشار هذا التلوُّث الكبير الناتج عن الممارسات السلبيَّة للإنسان والناتجة عن سوء استعمال الوسائل التقنيَّة، والاعتماد الكبير على مصادر الطاقة غير النظيفة، عدا عن الممارسات السلبيَّة التي يقدم عليها خاصَّة في الدول النامية والأماكن الفقيرة التي لا ينتشر فيها الوعي بأهميَّة الحفاظ على البيئة.
أنواع التلوّث
هناك تقسيمات عديدة لأنواع التلوُّث البيئيّ، وفيما يلي أنواع التلوُّث الناتجة بفعل الملوِّث:
- التلوُّث البصريّ بسبب انتشار المناظر التي يشعر الإنسان بالضيق بمجرَّد رؤيته لها.
- التلوُّث الحيويّ بسبب مسبّبات الأمراض التي تتواجد في أنواع البيئات المختلفة.
- التلوُّث الإشعاعي بسبب دخول بعض الموادّ المشعَّة الخطرة إلى البيئة.
- التلوُّث الكيميائيّ بسبب الموادّ الكيميائيّة بأنواعها كافَّة، حيث تُعتبر هذه الموادّ خطرة ضارَّة بالبيئة والإنسان على حدٍّ سواء، إذ تسبّب العديد من الأمراض الخطرة للإنسان كالسرطانات.
- التلوُّث الحراري بسبب التغيُّر في حرارة المسطَّحات المائيَّة المختلفة.
- التلوُّث الضوئيّ بسبب زيادة شدَّة الإضاءة عن الحدود الطبيعيَّة في بعض المناطق.
- التلوُّث الضوضائي بسبب الضجيج، حيث يؤدي هذا التلوُّث إلى حدوث اعتلالات في جسم الإنسان ناشئة عن الأصوات العالية والمرتفعة.
أنواع التلوُّث سابقة الذكر، سبَّبت أذىً كبيراً ومُضاعفاً بالنسبة للإنسان، فقد زادت مُعدَّلات انتشار الأمراض المختلفة والمزمنة مثل السرطانات، والأمراض الرئويّة، وارتفاع ضغط الدم، وآلام في أماكن مختلفة من جسمه، كما أثّرت على طبيعة الغذاء الذي يتناوله، والماء الذي يشربه من خلال تعرُّضهما لهذه الملوِّثات وإفسادهما، أمّا على المستوى النفسيّ، فقد سبَّبت الملوِّثات أذىً نفسيَّاً كبيراً للإنسان، حيث ازدادت نسبة التوتُّر، وحدثت اختلالات في نومه، وازدادت نسبة تعرُّضه للاكتئاب بسبب انخفاض المساحات الخضراء التي يمكن له الذهاب إليها والتمتُّع بجمالها، ومن هنا فقد أصبح هناك وعيٌ أكبر بضرورة أن يكون هناك قوانين رادعة لكلِّ من يتسبَّب بأذىً لأيِّ عنصرٍ من عناصر البيئة.