تلوّث الهواء
لم يبقَ حال الكرة الأرضية كما كانت عليه في العصور القديمة، فقد حدثت تغيّرات كبيرة جداً وهائلة وتطوّرات كبيرة، وكان مِن هذه التطوّرات تعرف ما هو مفيد للإنسان وللأرض، ومنها ما هو سبب الضرر، فقد تغيرت معالم الأرض كثيراً، وأصبحت مليئة بالبنايات ووسائل النقل المختلفة، فأصبح العالم قرية واحدة كبيرة، وبالرغم مِن التطوّر العلمي والتكنولوجي الهائل الذي توصّل إليه الإنسان، والنهضات المتنوعة التي حدثت في عالم البشرية، مثل: اختراع الكهرباء، واختراع الإنترنت، واكتشاف البترول، إلّا أنّ كل هذه التطوّرات التي وفّرت الراحة للإنسان، كانت أيضاً سبباً في انتشار الكثير مِن المتلوّثات في البيئة والأمراض للإنسان، ومِن أكثر التلوّثات ضرراً على صحة الإنسان هي تلوّث الهواء الذي يستنشقه الإنسان بشكل يومي، وذلك يجعل الإنسان يتعرض للأمراض الخطيرة التي تضر بصحته، وقد تسبب له الوفاة.
تلوّث الهواء: هو عبارة عن وجود مواد ضارة بالهواء، سواء كانت صلبة أو غازية، تؤدي إلى أضرار متنوعة تصيب الكائنات الحية على وجه الأرض، ويوجد العديد مِن المصادر المختلفة التي تسببت في تلوّث الهواء، وانتشار الأمراض، والتأثير ونتائج على بيئة الأرض بشكل عام.
ما هى اسباب تلوّث الهواء
- الغاز المنبعث مِن حرق الفحم، والذي برز استخدامه في فترة الثورة الصناعية لتشغيل الآلات ووسائل النقل المختلفة.
- اكتشاف البترول، واستخدام مشتقاته كمصادر طاقة مختلفة، وما ينبعث منها مِن غازات أثرت كثيراً على نقاء الهواء وطبقات الجو في كوكب الأرض.
- استخدام المبيدات الحشرية والبخاخات المختلفة، التي تحتوي على غازات ضارة بالبيئة.
- الغاز المنبعث مِن المصانع المختلفة، والذي يؤثر كثيراً على نقاء الهواء الجوي.
مهما اختلفت ما هى اسباب تلوّث الهواء، فيجب أن نحاول التغلب على هذه المشكلة الكبيرة، التي أصبحت تسبب الضرر لكل تعرف ما هو حي على وجه. ويوجد مَن يُقسم مصادر تلوّث الهواء إلى ثلاثة مصادر، أو هناك مَن يقسمها إلى مصدرين، وهما: مصادر التلوّث الطبيعية، ومصادر التلوّث الصناعية.
مصادر التلوّث الطبيعية
هي المصادر التي تؤدي إلى تلوّث الهواء مِن دون تدخل الإنسان، ولا يستطيع الإنسان أن يمنع هذه المصادر مِن إحداث التلوّث، ولكن الطبيعة تأقلمت مع هذه الملوثات الطبيعية، ومِن هذه المصادر:
- التفريغ الكهربائي الناتج مِن السحب الرعدية، الذي يَنتج عنه أكسيد النيتروجين.
- الغازات المتنوّعة الناتجة مِن البراكين، مِثل: غاز ثاني أكسيد الكبريت.
- سقوط الشهب والنيازك إلى طبقات الجو، الذي يُسبب تساقط الأتربة.
- الرياح والعواصف المختلفة، التي ينتج عنها الأملاح.
- حبيبات اللقاح التي تطير في الهواء لتلقيح النباتات في فصل الربيع.
- تعفّن الحيوانات أو النباتات، وما ينتج عنه مِن فطريات وبكتيريا.
- أشعّة الشمس، وما ينتج عنها مِن غاز الأوزون.
- حرائق الغابات التي ينبعث منها الكثير مِن الدخان وغاز أول أكسيد الكربون.
مصادر التلوّث الصناعية
السبب الرئيسي لحدوثها هو الإنسان، ويُمكن للإنسان التحكّم بها، والحدّ منها قدر المستطاع للحفاظ على البيئة، ومصادر التلوّث الصناعية مختلفة، ومنها:
- استخدام الفحم لتوليد الطاقة، وذلك يؤدّي لانبعاث غازات سامة في الهواء.
- استخدام مشتقّات البترول كمصادر للطاقة المختلفة، وما ينتج عنها مِن غازات ضارة.
- استخدام الغازات في وسائل النقل اليومية، مثل: السيارات، والطائرات، والقطارات.
- الدخان الناتج عن المصانع المختلفة.
- المخلفات الناتجة عن الإنسان، واستخدام مبيدات الحشرات والمذيبات المختلفة.
- استخدام الأسلحة العسكرية المتنوعة، ومِن أخطرها الأسلحة النووية.
فكل هذه ملوثات مِن صنع الإنسان، وسببت الضرر الكبير للهواء والبيئة والإنسان أيضاً.
أضرار التلوّث الهوائي
- انتشار أمراض الرئة والقلب، ومنها: مرض الربو، وانسداد الشعب الهوائية بشكل مزمن وخطير، وذلك يسبب الوفاة للإنسان.
- الاصابة بالاختناق، وصعوبة التنفس، ومشاكل وعيوب في الجهاز التنفسي.
- انتشار الضباب الدخاني، الذي يضرّ بصحّة الإنسان كثيراً، ويسبّب الوفاة.
- انخفاض معدل المواليد بشكل عام، وانتشار المشاكل وعيوب التي تمنع الحمل، وتسبّب العقم.
- حدوث التهابات في العين والأنف، والتعرّض لمشاكل وعيوب متعدّدة، منها: مشكلة ماء العين.
- مشاكل وعيوب في ضغط الدم، والجهاز العصبي للإنسان.
- الضرر بطبقات الغلاف الجوي، وذلك يجعل الأرض أقل حماية من أشعة الشمس الضارة.
- عدم قدرة النباتات على النمو بشكل صحي وسليم، وانخفاض الإنتاج الزراعي.
- تعرّض الحيوانات للإصابة بالأمراض المُعدية والخطيرة، التي تؤثّر على الثروة الحيوانية بشكل كبير.
- الإصابة بأنواع مختلفة مِن السرطانات، وأهمها: سرطان الجلد، وحرق الشمس أيضاً.
طُرق الحد مِن تلوّث الهواء
- تطوير مصادر الطاقة البديلة، ومحاولة استخدامها بدلاً مِن مصادر الطاقة الحالية.
- التخلّص مِن النفايات بطريقة سليمة، مِن دون حرقها وترك الدخان يتطاير في الهواء.
- الحد مِن استخدام المبيدات الحشرية والمذيبات المختلفة، التي تسبب الكثير مِن الضرر للهواء الجوي.
- نشر التوعية بين الناس بضرورة الابتعاد عن العادات الخاطئة التي تتسبب في زيادة تلوّث الهواء، والحرص على أهمية وفائدة المحافظة على الهواء مِن التلوّث.
- عدم ترك النفايات والحيوانات الميتة في الشوارع؛ لأنهّا تُسبب انتشار البكتيريا والجراثيم والأمراض.
يجب ألا يتهاون الإنسان في إيجاد حل جذري وسريع للحد مِن انتشار تلوّث الهواء، الذي أصبح سبب الضرر وانتشار الأمراض المزمنة والمميتة في جميع أنحاء الأرض، ويحدث تلوّث الهواء إما بمواد غازية وسامة، مثل: الكلور، أو بالجراثيم، والبكتيريا الناتجة مِن النفايات المتنوعة. وتؤثر ملوثات الهواء على الإنسان بطرق ووسائل مختلفة، فمنها ما يسبب الهيجان لجسم الإنسان، وقد يؤدى ذلك للإصابة بالسرطان، ومنها ما يتسبب في شعور الإنسان بالاختناق، مثل: غاز أول أكسيد الكربون، ومنها ما يؤثّر على دم الإنسان، ويسبب له التسمم، مثل: الرصاص، والزئبق، والبنزين، ويوجد مواد أخرى تؤثّر على جسم الإنسان، وتجعله يتخدر، ويشعر بالهزال، مثل: المواد الكحولية.
نلاحظ أنّ تأثير ونتائج الهواء على الإنسان قاتل، ويسبب الأمراض المزمنة، ويجب أن يحاول الإنسان بكل جهده أن يتخلّص مِن هذه المشكلة الخطيرة، التي قد لا يمكن حلها في المستقبل أو السيطرة عليها، فمهما كان مصدر تلوّث الهواء، فيجب ألّا يتهاون الإنسان في ذلك، وينشغل في الاختراع، وفي التطوّرات الحديثة الموجودة الآن، بل يجب الاهتمام بالتخلّص مِن المشاكل وعيوب المتواجدة حالياً قبل اختراع أشياء جديدة قد تسبب أضرار لم نكن نتوقعها في المستقبل، فالسرعة للتوصل إلى حل يساعد كثيراً في الحد مِن تطوّر مشكلة تلوّث الهواء؛ وذلك لأنّه يوجد العديد مِن المشاكل وعيوب الأخرى التي تحتاج إلى حل، مثل: مشكلة تلوّث الماء أيضاً، والتربة، فكل هذه المشاكل وعيوب كان الإنسان سبب رئيس في حدوثها، وخصوصاً بعد التطوّرات الهائلة التي توصل إليها الإنسان في الآونة الأخيرة.
لا أحد ينكر فضل الاختراعات والتطوّرات والنهضات البشرية التي حدثت، وفضلها في توفير الراحة للإنسان، ولكن يجب أيضاً النظر إلى السلبيات التي سببتها هذه الإختراعات والاكتشافات الحديثة للإنسان، وللكائنات الحية على كوكب الأرض بشكل عام، وكلما حرص الإنسان على الإسراع في إيجاد حل لمشكلة التلوّث، كلّما سارع ذلك مِن السيطرة على هذه المشكلة، والحد مِن تطوّرها لأبعد الحدود التي قد لا يستطيع تصورها الإنسان، أو أن يتحكّم فيها في المستقبل، فلا أحد كان يتوقعّ أن تتسبّب كل هذه التطوّرات في هذه المشاكل وعيوب والتلوّثات والأضرار الشديدة للبيئة والإنسان.