القرآن الكريم معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الكبرى، أنزله الله تبارك وتعالى وهو كله معجزات بلاغياً أو عددياً أو بكل الأمور. في الواقع إن لكل سورة من سور القران بل لكل آية وحرف فضل عظيم وأجر كبير لا يختلف عليه اثنان من أهل العقول. لكن هناك أمور كثيره يجب الإنتباه لها وأخذها بالحسبان حيث أن هناك اختلاف بين أهل العلم على أن هل هناك سور مفضله على سور؟ فكل القرآن منزل من رب العالمين وكله فضل وقراءته أجر وعلاج و دواء وراحة وطمأنينة.
بالواقع هناك قول لفريق من أهل العلم يقول أن القران كله متساوٍ بالفضل فلا فضل لسورة على سورة أو لآية على آية إلا في بعض ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحديث صحيح، غير أن فريق آخر ينفي اى فضل لأي سورة على أخرى، وهناك من ذهب الى تفضيل بعض السور والآيات في بعض الأمور كالمرض والمس والسحر والجن وغيرها. أي أن أهل العلم ينقسمون في هذا المجال الى ثلاثة أقسام. ومما سبق نستخلص أن سورة يس كغيرها من السور عند بعض أهل العلم والأحاديث الوارده في فضلها بعضه ضعيف وآخر لا يصح أو حسن ومن بعض الأحاديث الوارده في فضلها ما روي عن أبو داود وابن ماجه وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقرؤا على موتاكم يس). أي عند الاحتضار. وقال ابن كثير -رحمه الله- : أن هذا الحديث هو سبب توجه بعض العلماء الى القول أن من خصائص هذه السورة تيسير الأمور وتسهيل العسير بإذن الله تعالى طبعا. أي أن ما فهم من قوله صلى الله عليه وسلم أن قراءتها عند الميت تجلب الرحمة عند خروج الروح.
وهناك أحاديث أخرى والأرجح أنها لا تصح حسب الترمذي لأن في نسبها رجل مجهول - وهذا في علم النسب والجرح والتعديل - هو هارون أبي محمد، ومن هذه الأحاديث (إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يَس) وغيرها. بالواقع فإن الأمر فيه لبس عند كثير من الناس حيث أن الاعتماد على سورة أو اية او نبي أو ولي من أولياء الله الصالحين أو غيرها من الأمور هو شرك. والشرك نوعان كما يعلم الجميع شرك أكبر وشرك أصغر ولا نريد أن نخوض في معنى الشرك وتفاصيلة ولكن يجدر بنا التنبيه أن كل شي يعتمد على النية كتعرف ما هو وارد في الحديث الصحيح المتواتر المعروف (إنما الأعمال بالنيات وإن لكل أمرإ ما نوى ...) وأن من أعظم الكبائر الموبقات بل أولهن هو الشرك بالله وهو اصلا الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله تعالى لقوله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). لا يجوز الإعتماد على سورة من القرآن الكريم أو اية والاعتقاد أن هذه السورة هي التي تشفي المريض أو تيسر الأمور أو تقرب البعيد أو تسهل الإمتحان أو تصنع اي شيء للإنسان فالنافع هو الله والذي بيده الخير كله هو الله والذي يعلم الحال ويكشف البلاء هو الله فصدق التوكل على الله هو من ييسر الأمور والإخلاص بالدعاء مع التيقن والإيمان أن الأمر كله لله وأن لا سواه يسير هذا الكون وكل من عليه والبشر وأمورهم هو من يأتي بالفرج. والأمر غير مرتبط لا بسورة أو شخص أو نبي فحتى الأنبياء كانو يلجأون الى الله بالدعاء لقضاء حاجاتهم وتيسير أمورهم.
ومن وجة نظر شخصية فإنّ هناك أمور فضل الله تعالى بعضها على بعض فخير الأنبياء سيدنا محمد وخير الأماكن مكة وخير الأيام الجمعة وخير الأشهر رمضان وخير الأعمال خواتيمها، نسأل الله أن يختم لنا ولكم بالحسنى. وسيدة آيات القرآن آية الكرسي كما قال عليه السلام - أو كما قال-. وعروس القرآن الرحمن، والسبع المثاني الفاتحة، ويقال في سورة الملك ا، فيها حديث أنّها شفعت لصاحبها -شخص لازم قرائتها- حتى دخل الجنة. قد يكون لسورة يس فضل ولكن معظم الأحاديث الوارده بخصوصها لا تصح كما يقول أهل العلم والله أعلم.