مرض بهجت أو كما يُسمى باللغة الإنجليزية (Behcet’s disease)، هو نوع من أمراض الالتهابات التي تصيب الأوعية الدموية، وفي أغلب الأحيان تظهر مع تقرُّحات في الغشاء المُخاطي ومشاكل وعيوب بصرية، كما أنه يؤثر على الجهاز التناسلي والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجهاز العضلي؛ مما يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى الوفاة. وسًمِّي هذا المرض بهذا الاسم؛ نسبة إلى الطبيب التركي خلوصي بهجت، والذي كان أول من اكتشف ووصف هذا المرض عام 1937م، مع العلم أنه كان معروفاً منذ أيام أبقراط والمعروف بأبو الطب.
مرض بهجت من الأمراض النادرة؛ حيث أنه يصيب شخص من كل عشرة آلاف شخص، وتختلف هذه النسبة حسب البلد والمنطقة الجغرافية، وهو يصيب الذكور أكثر من الإناث، فأمام كل أنثى تصاب بالمرض؛ يكون هناك ثلاثة ذكور مصابين، فالنسبة هي 1:3. وأما عن ما هى اسباب هذا المرض، فحتى الان لم يَخْلُص العلماء إلى سببٍ محدَّدٍ له، وإنما كل الآراء مبنية على التكهنات، وما زالت الدراسات جارية لمعرفة الما هى اسباب الحقيقة المُسبِّبة لهذا المرض النادر، فهو عبارة عن التهاب في الأوعية الدموية، والالتهاب هو نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم كَرَدَّة فعل على حدوث جرحٍ أو عدوى، ولكن في هذه الحالة لم يحدث شيء من ذلك، ويكثر انتشار هذا المرض في منطقة الشرق الأوسط؛ والبلدان التي تقع حول مسار طريق الحرير التاريخي، ولذلك يسميه البعض مرض طريق الحرير، ولكن ذلك لا يعني بأن البلدان الأخرى لا يُصاب قاطنوها بهذا المرض، ولكن تكون نسبة الإصابة أقل بالمعدَّل من تلك البلدان التي على طريق الحرير.
أكثر فترة عمرية لظهور هذا المرض للشخص المُصاب بين سن الثلاثين والأربعين من العمر، ولكن هذا لا يعني أن الأشخاص خارج هذه الفترة العمرية غير معرضين للإصابة، بل أن وقت الإصابة الفعلي يحدث ما بين الخامسة عشر والخامسة والأربعين من العمر، ولكن في الفترة العمرية الأولى تكون حالات الإصابة أكبر من سواها خارجها. وليس شرطاً أن يُصيب المرض كل الأعضاء السابق ذِكرها، بل يمكن أن يقتصر على جهاز واحد من أجهزة الجسم، وتبدأ الأعراض بالظهور على شكل تقرُّحات في الفم، وتقرُّحات في الجهاز التناسلي، حدوث التهابات جلدية وفي العين، إصابة الجهاز الهضمي وحدوث تقرحات فيه؛ مع إسهال يخرج مصحوباً بالدماء، كما أنه يُصيب الجهاز العصبي مُحدِثاً صداعاً مُزمِناً وتصلب للرقبة، كما انه من الممكن أن يحدِث الصرع لدى المُصاب، أما عن الجهاز العضلي؛ فهو يؤدي إلى صعوبة في الحركة، وضعف في العضلات؛ مما يجعل المشي أمراً شاقاً ومؤلماً، كما يمكن أن يؤدي إلى شلل طرف من الأطراف في الجسم.
لا يوجد علاج و دواء نهائي لمرض بهجت حتى وقتنا الحاضر، فكل الأدوية التي يتم وصفها للمصابين بهذا المرض هي لتخفيف وانقاص الأعراض ومحاولة السيطرة عليها؛ من أجل محاولة وقف إنتشار المرض وعدم تفشيه في كل الأجهزة في الجسم. والعلاجات التي يتم وصفها للمريض بهذا المرض تكون بناءاً على الأعراض التي يشعر بها، يتكون كريمات في حالات الالتهاب الجلدي، أو أدوية يؤخذ عن طريق الفم لتخفيف وانقاص الأعراض، وإذا زادت حدة الأعراض ووصلت إلى أن أثَّرت على العين أو الجهاز العصبي؛ فيلجأ الأطباء إلى إعطاء مثبِّطات للجهاز المناعي للجسم؛ حتى لا يقم بمهاجمة الأعضاء والقضاء عليها. عافانا الله وإياكم، وأبعد عنكم وعنَّا كل شرٍّ وبلاء وداء.