لطالما كان للصحابة و التابعين الأثر الكبير في نشر الإسلام و تعاليمه، فهم من كانوا يعاونون الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) في نشر الدعوة الإسلامية، و قد كانوا المثال الاحسن وأفضل للإسلام و المسلمين، و من هؤلاء الصحابة أبو أيوب الأنصاري .
الصحابي : أبو أيوب الأنصاري سنتحدث عنه في مقالتنا لهذا اليوم ::
الاسم الحقيقي لأبي أيوب الأنصاري هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج، حيث أن ابو أيوب هي كنيته و الأنصاري نسبة إلى طائفة الأنصار، والدته هي هند بنت سعيد بن عمرو، روى الكثير من الأحاديث عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) و عن صحابة آخرين، كان أحد الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية و غزوة بدر و العديد من الغزوات الأخرى، وعندما قدم النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إلى المدينة استضافه أبو أيوب الأنصاري، و قد كان بيت أبو أيوب مكوناً من طابقين فاتخذ النبي (صلى الله عليه و سلم ) الطابق الأول لينام فيه، لكن أبو أيوب لم يستطع النوم في الطابق العلوي لأنه لم يكن ليقبل أن ينام في مكان أعلى من نبيه، و ظل عنده النبي حتى بنى بيته و المسجد النبوي .
لقد كان لأبي أيوب الأنصاري العديد من المواقف الرائعة والتي تدلل على شدة إيمانه، فعندما حدثت حادثة الإفك مع عائشة -رضي الله عنها- سألته زوجته عما إذا كان قد سمع بما حدث مع عائشة فقال لها إن كنت لا تقبلين بالفاحشة فإن عائشة احسن وأفضل منك و لن تفعلها، فقد كان تقياً، زاهداً، ورعاً، يخشى الله و يؤمن بما أمر به.
أسلم أبو أيوب الأنصاري قبل الهجرة، و عندما قدم النبي إلى المدينة آخى بينه و بين مصعب بن عمير .
لقد كان أبو أيوب الأنصاري أحد الفرسان الشجعان المقدمين على المعارك و القتال من أجل نشر الدين الاسلامي، و لقد حارب في معركة فتح القسطنطينية، لكنه استشهد هناك و دفن تحت حصن القسطنطينية سنة 52 هـ، حيث كان عمره يناهز الثمانين عام لكن كبر سنه لم يمنعه من مواصلة القتال والجهاد لفتح القسطنطينية .
لطالما كان الصحابة والتابعين من أخير الناس و ما أشد حاجتنا هذه الأيام إلى أمثالهم و أمثال أبو أيوب الأنصاري، فعلى الرغم من كبر سنه إلا أن هذا لم يمنعه من أن يكرس حياته كلها للقتال والجهاد، حيث كان من خاصة علي بن أبي طالب و شهد الكثير من الغزوات فقد قيل بأنه لم يتخلف عن غزوة ولا عن معركة طيل حياته .