في مرحلة ما من العمر يسود وقت الفراغ حياة الإنسان فلا يعرف بما يقضيه ويشعر بالزمن ينساب من بين يديه كما الرمال في الساعة الرملية، فتذهب أياماً من حياته، ويستيقظ بعد انتهائها نادماً على صفحات الوقت الضائع.
ثم يعرف وقت الفراغ بأنه الزمن الذي يقضيه الإنسان فيما يحب أو لا يقضيه بأي شيء، فهناك من يمارس نشاطاته وهواياته ويستفيد من الوقت الذي أتيح له، ثم إنه يكسب نفسه ويبنيها ويطورها من خلال استغلال وقت الفراغ، وأغلب الشباب أو المراهقين يقضون وقت الفراغ بما لا ينفع كمشاهدة التلفاز طوال اليوم في إجازاتهم الصيفية.
ويكون وقت الفراغ للعاملين والمهنيين والتقنيين هو الوقت الذي يلي انتهاء أعمالهم المهنية التي يكسبون من خلالها دخل شهري ثابت، ثم يصرفون وقت فراغهم بالراحة أو ممارسة بعض الأنشطة المحببة للنفس، ولكن 70% من الناس لا يعرفون تعرف ما هو وقت الفراغ ولا طريقة استغلاله؛ ونضع في الفقرات التالية بعض الحلول لقضاء وقت الفراغ بما ينفع.
الرياضة: حيث أن ممارسة التمارين الرياضية تمنح الجسم صحة سليمة أطول ومناعة أقوى كما تحافظ على الرشاقة وتحرق الدهون الزائدة وتعمل على تنشيط أعضاء الجسم الداخلية وتدفع الأكسجين إلى الدم بنسبة أعلى وأكبر مما يجعل الإنسان يشعر بالراحة البدنية بعد الانتها
القراءة: إن القراءة منبع ثقافة الشخص وبها ينمو ويعلو مقامه بين أقرانه، حيث يكون مدركاً لحقائق الأمور من مصادرها الأولية، وهي تنمي لديه ملكة التخيل والقدرة على التذكر وتوسع الآفاق ويصبح عارفاً بما كان في التاريخ وبما آل إليه الحاضر، وإذا قرأ المرء فليقرأ بكل المجالات من علوم وأدب وتاريخ وجغرافيا واقتصاد وأعمال وتراجم، وسيكون ملماً بجميع جوانب المعرفة علما بأن القراءة في مجال واحد لا تصنع إنسانا مثقفا.
ممارسة الهوايات: فطرياً هناك أمر يحبه الإنسان، وهذا الأمر أودعه الله به على شكل موهبة، ودونها ما زخر التاريخ بالأدباء و الشعراء والفنانين والرسامين والعظماء والقادة الذين قادوا أممهم وأثبتوا وجودهم وتركوا لهم بصمة في هذا العالم قبل أن يرحلوا، وإذ امتلك الإنسان موهبة فعليه أن ينميها فبداية المواهب هوايات، فلتصبح رساماً استغل وقت فراغك بالرسم.
اكتساب مهارات جديدة: يحفز الدماغ تعلم أي شيء جديد لم يتعلمه الإنسان من قبل، فحين يتعلم الشخص لغة جديدة فهو يعزز خلايا الدماغ على تخزين معلومات جديدة، وهو بذلك يستغل وقت فراغه بما ينفع، وتعلم مهارات أخرى يبني شخصيته وذاته، فمهارات التنمية البشرية أصبحت شائعة من خلال كورسات تعقد في معاهد التنمية، تجعل الفرد متمكن من جوانب الشخصية الإنسانية من حيث بناء الثقة، ومهارات الاتصال والتواصل الفعال، ورسم خرائط الدماغ، والشخصية القوية وبناءها.
وأخيرا إن التخطيط لقضاء وقت الفراغ قبل حلوله يساهم في استغلاله فيما ينفع، ويشعر الإنسان في النهاية أنه لم يضيّع الوقت، بل أنجز شيئاً مهما ولو كان هذا الإنجاز صغيراً.
