البكاء هو تعبير إنساني، ويظهر هذا التعبير على الإنسان عندما يمرُّ في ظروف مُعيَّنة في حياته، وغالباً ما تكون المرأة أكثر من الرجل في البكاء؛ وذلك نتيجة لطبيعتها العاطفية والتي تزيد عن الرجل الذي يكون عقلانياً أكثر، ولكن الرجل عندما يبكي؛ فإن الأمر يكون كبيراً جداً لدرجة عدم استطاعته التحمل؛ فينفجر بالبكاء. وتختلف ما هى اسباب البكاء عند الناس من شخصٍ إلى آخر، فهناك من يبكي لشدة حزنه، وهناك من يبكي لشدة فرحه، وهناك من يبكي عندما يكون وحدياً أو يشعر بضيقٍ شديد؛ إلى آخرها من الما هى اسباب التي تخص كل إنسانٍ على حده.
ولكن الوضع يكون مُختلفاً عند الأطفال الرُّضَّع وحديثي الولادة، فهم لم يعرفوا بعد الحزن ولا الكآبة ولا الفرح في حياتهم، بل لهم أسبابهم الخاصة عندما يبدؤون في البكاء. الأطفال لا يستطيعون الكلام؛ ولا يستطيعون أن يُعبِّروا عما يريدون بكلمات وعبارات مفهومة، فوسيلتهم الوحيدة لإيصال رسالتهم إلى الأهل هي عن طريق البكاء، ففي بعض الحيان يكون بُكاؤه دلالة على أنه جائع، فيبكي الطفل حتى يلتقط ثديَ والدته فيقوم بالرضاعة حتى يشبع، وتُلاحظ الأم أنه فورَ التقاط الطفل لثديها فإنه يتوقَّفُ عن البكاء. حاجة الطفل إلى تغيير حفاظه تدفعه إلى البكاء، فهو في هذه اللحظة يشعر بضيقٍ من حفاظته المتَّسِخة؛ ويحتاج إلى تبديلها بواحدة جديدة. أي شعور بالضيقِ يدفع الطفل إلى البكاء، كأن تكون ملابِسه ضيقة أو بها بللٌ يُزعجه؛ أو أن يكون مربوطاً جيداً ويحتاجُ إلى الحركة. شعور الطفل بحرارة زائدة يدفعه إلى البكاء حتى تقوم الأم بتعديل الجو المُحيط به ليكون اكثر مُلاءَمةً له، وكذلك الحال إذا كان يشعر بالبرودة، فإنه يبكي حتى تقوم الأم بتدفئته. النعاس الشديد وحاجة الطفل إلى النوم؛ هي من الما هى اسباب التي يمكن ألا تعيها الكثير من النساء، فالطفل لا يستطيع النوم وحده في أغلب الأحيان، فهو يحتاج إلى اهتمام الأم وعنايتها حتى يتمكَّن من النوم بسلام وأمان.
المرض يدفع الطفل إلى البكاء، فهو لا يستطيع أن يقول بأنه يتألم، وعِوضاً عن ذلك يقوم بالبكاء، ومن الما هى اسباب الأكثر شيوعاً في هذه الحالة أن يكون الطفل يُعاني من الإنفاخ؛ وهو احتباس الغازات في بطنه ولا يستطيع إخراجها. قد لا يكون هناك سبب لبكاء الطفل؛ إلا أنه يرغب في الحصول على الإهتمام من والديه أو أحدهما، فهو إن ظنَّ أنه مهملٌ منهما؛ سيبدأ في البكاء للإعلان عن وجوده وأنه يريدهما أن يحملاه ويرعياه.
ينبغي على الأم أن تراقب طفلها في جميع الأحوال حتى تتعرّف أكثر على سبب بُكاء طفلها، فكل نوعٍ من البكاء له طبقة مُعيَّنة، فكلما ارتفعت الطبقة كان ذلك دليل شدة خطورة السبب من وجهة نظر الطفل. كما أنها يمكن أن تعرف أنه جائع إذا مرَّت فترة من الزمن ولم يرضع، ونفس الحال بالنسبة للحفاظة وتغييرها، اما إذا كانت كل الأمور العادية قد تمت منذ وقتٍ قليل، فهُنا تبدأ الإحتمالات الأخرى من مرض وضيق وإثارة اهتمام.
