تخبرنا كتب التاريخ عن مكانة المرأة واحترامها عند الشعوب القديمة ، وعن الإحتفالات التي كانت تقام لتكريمها ، فنرى من عبدها كالإغريق ، الذين كانوا يهدون إحتفالهم للاله الأم (ريا) ، وعبد اليونانيين (كوبيلي) ، وعبد أهل روما القديمة (سبيل) ، والرومان (هيليريا) ، وعرف المسيحيين الأوروبيين أحد الأمومة ،وهو إحتفال نكريمي لـ(السيدة العذراء) ، حيث نجد أكثر العائلات تحتفظ بمنصة تكريسيّة لمريم العذراء ، تقام الصلوات أمامها .
ويرى الكثيرون بأن عيد الأم ابتداعٌ أميركي بامتياز ، لاحت بوادره عام 1870م ، على يد جوليا وورد هاو ، والتي باءت جميع محاولاتها بفرض العيد بالفشل ، اذ دعت لقيام عيد الأم من أجل السلام .
تدعي أنا جارفيس بعد فيامها بأول احتفاليّة بعيد الأم عام 1908م ، كذكرى لوالدتها بأنها صاحبة الفكرة ، وفي عام 1912 قامت بانشاء بانشاء الجمعية الدولية ليوم الأم ، لكنها هوجمت لاحقاً لأعتبار أن أن احتفالها هذا تعرف ما هو عملاً تجارياً لا أكثر ، لترويجها بيع بطاقات المعايدة والزهور في هذا اليوم ، ولكنها نجحت في تحقيق مطلبها ، حتى أقر الرئيس الأميركي ويلسون عيد الأم على أنه عيدٌ رسمي وطني في أميركا ، وأقر في قانون الكونجرس هذا العيد .
- تاريخ بعض البلدان بعيد الأم :-
- النرويج ثاني أحد من شهر فبراير .
- البلاد العربية 21 مارس .
- جنوب افريقيا 1 مايو .
- أميركا واليابان ثاني أحد من شهر مايو .
- فرنسا والسويد الأحد الأخير من شهر مايو .
- الأرجنتين ثاني أحد من شهر أكتوبر .
وأكبر إحتفال بعيد الأم ما زال يقام في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يقام فيه معرضا متجولا لرسومات الأطفال تحت اسم أمي ، ينقل كل أربع سنوات لبلد مختلف ليزور الكثير من الدول .
وكون هذا العيد من أصلٍ أميركي ، وهو دخيل على أغلب البلدان ، كان لا بدّ من تغيير تاريخ الإحتفال به ، أما البلاد الشيوعيّة فنجد أن ألمانيا إستبدلت عيد الأم بـ(اليوم العالمي الإشتراكي للمرأة) ، ونرى روسيا وأوكرانيا تحتفلان بالعيدين معاً .
وفي فرنسا يكون العيد بمثابة إحتفال بعيد الأسرة ، وأثناء العشاء تقدم "كيكة" كاحتفال بالأم ، أما في السويد فتقوم مؤسسة الصليب الأحمر السويدي ببيع الورود بمناسبة عيد الأسرة ، يكون ريع هذه الورود للأمهات .
اما إنجلترا فتحتفل بالعيد يوم الأحد الذي يوافق فترة نصف الصوم الكبير ، كان كنوع لتكريم الآلهة الرومانيّة سبيل ، ولكن الكنيسة قامت بتحويله لتبجيل السيدة مريم العذراء .
وفي البلاد العربية ، فيذكر أن مصر أول من احتفلت بعيد الأم ، وكان ذلك من خلال مقال كتبه مؤسس جريدة الأخبار المصرية "علي أمين" ، الذي طالب فيه أن يكون عيد الأم عيداً قومياً ، واعتمد يوم الإعتدال الربيعي والذي يصادف عيد رأس السنة عند الأقباط ، وأيضاً عيد النيروز عند الأكراد .
يبقى عيد الأم من أرقى الأعياد ، كما لكل بلدٍ عيداً وطنيّاً تقام فيه طقوساً إحتفاليّة ، فإن الأم هي وطن الفرد وهي سبب وجوده ، فتستحق كل التقدير والإحترام والإحتفاء بها حتى لو كانت مغيبة ، يكفي الإحتفاء بذكراها وترديد مآثرها بكل حب وعلى الدوام ، وهذا قطعاً ما يسعد روحها أينما كانت سواء على الأرض أو في باطنها .