روى الكاتب ( بيد ) ، في كتابٍ قد ألّفه ، بعنوان ( الأسطورة الذهبيّة ) ، حيث يحكي قصّة قسّ كان يقوم بالتبشير في لديانة المسيحيّة ، برغم اضطهادات جمّة قد طالته ، حيث أطلق إمبراطور الرومان حكماً بحقّ هذا القس ، يقضي بإعدامه شنقاً نتيجة لعدم انصياعه لأوامر الإمبراطور بعدم التبشير ، وبالرّغم من محاولات الإمبراطور الكثيرة والمتتالية لفرض الوثنيّة كبديل عن الديانة المسيحيّة على القسّ ، حيث قوبلت كلّ محاولاته وعروضه بالفشل ، وليُصار إلى تنفيذ قرار إعدام هذا القسّ في الرابع عشر من شهر شباط .
كثرت الأحاديث والروايات عن قصّة حبّ ، تجمع بين ابنة السجّان وهذا القسّ ، حيث يُقال بأنه قد أتقن كتابة اجمل وافضل عباراتٍ في الحبّ وأرقها في بطاقات ملوّنة ، إذا كان حريصاً على أن يواظب في إرسالها لها بشكل دائم ، ونتيجة لحبّه الكبير لها ، قام فالنتين بشفائها بمعجزة أمام الجميع ، إذا كانت هذه الفتاة مصابةً بمرض العمى ، حيث كانت هذه المعجزة قبل تنفيذ قرار الإعدام فقط بيومٍ واحدٍ ، فكانت آخر رسالة أرسلها لها في هذا اليوم موقعة باسمه ، ومكتوب فيها عبارة : ( من فالنتين المخلص لك ) .
تذكر أغلب الكتب والحكايات القديمة ، بأن الإمبراطور ( كلوديس الثاني ) ، كان قد أمر بمنع تزويج الشباب المحاربين منهم ، وكانت حجّته بأنّ الزواج يعرقّل خوض الشباب للحرب ، حيث تفتر همتهم وطاقتهم ، فما كان من فالنتين إلاّ أن قام بتزويج الشباب في السرّ ، بدون علم الإمبراطور ، ولكن خبر التزويج هذا قد وصله ، مما أدى لإثارة غضبه العارم ، فكانت النتيجة النهائيةّ بالإعدام كدرس لكل من يعصي الإمبراطور وإرادته .
ومازال القديس فالنتين منذ العصور الوسطى حتى أيامنا هذه ، هو بطل عيد الحب ، والقدوة التي في ممارسة طقوسه الرومانسيّة ، لتستمر طريقة التعبير عن الحب في يوم 14 شباط ، بإرسال البطاقات الجميلة لمعايدة الأحباب فيما بينهم ، متضمّنة اجمل وافضل القصائد الغزلية والكلام النابض العاطفة ، وقد تكون مصطحبة هذه البطاقة بهدية متمثّلة بوردة حمراء أو قلوب حمراء ترمز للحب الجارف ، المتمثّلة بـ ( الكيوبيد ) آلهة الحب ذات السهم المغروز في القلب ، وأيضاً تبقى العطور بكلّ أنواعها ، سيدة الموقف .