كتبَ اللهُ الصيامَ على الناس شهراً كاملاً ، وخصَّ بهذا الشهر شهر رمضان ، فكان هذا الصيام بالتوقّف والإمساك عن الطعام والشراب والجماع في كُلِّ يومٍ من أيّام الشهر ويبدأ الصوم من طلوع الفجر وحتّى غُروب شمس ذلك اليوم ، حتّى ينقضي آخر يومٍ في رمضان بظهور الهلال ، الذي يُعرَفُ بِظهوره بداية الشهر ونهايته ، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمَرَنا أن نصومَ لرؤيته وأن نُفطر لرؤيته ، وشهر رمضان يكون بين شهري شعبان وشوّال ، واليوم الأول من شوّال هو يوم عيد الفطر.
ونقيضُ الصيام هو الإفطار أو الفِطر ، لأنّ الصوم يكون بالإمساك عن جميع أنواع المُفطرات ، ويكون الإفطار أو الفِطر بالإقبال عليها دون حرَج ، فالإفطار هوفرحةٌ للصائم كما أخبرنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : (( للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ ، يَفْرَحُ بِهِمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه )) .
معنى العيد ، وسبب تسمية عيد الفطر بهذا الإسم :
وتتويجاً للصائمين وللجهد الذي بذلوهُ في شهر رمضان شهر الصيام ، يكون الأول من شوّال هو يوم عيد ، والعيد كلمة تعني الإجتماع والتقارب والفرح والسرور والحُبور ، فالعيد معنى جميل يعكس الإيجابيّة ويبشّر بالخير ، ويسمّى هذا العيد الذي يَكون بعد إنقضاء شهر رمضان المُبارك : عيد الفِطر ، وسبب هذهِ التسمية أنّه يكون فيه الفِطر وينتفي فيه الصيام ، فلا يحلُّ الصوم في يوم العيد ، ويكون عيدُ الفطر هذا يوماً واحداً وهو اليوم الأول من شوّال، وفيه تكون صلاة العيد وهيّ سُنّةٌ مؤكّدة ، كما أنّ على المُسلم قبلَ أن يأتي صبيحة يوم العيد أن يقومَ بإخراج زكاة الفِطر ، وهي زكاةٌ واجبةٌ على كُلِّ مُسلم ، ولا تسقُطُ عن صاحبها ولو نَسِيَها.
وفي يوم عيد الفِطر المبارك يتزاور المسلمون فيما بينهم ، ويصِلونَ الأرحام ، ويبتهجون بهذهِ الفرحة ويدعونَ المولى عزَّ وجلَّ أن يتقبّلَ منهم صيام شهر رمضان وقيامه ، وفي هذا اليوم على كلِّ مُتخاصم أن يصفح عن الذي خاصَمهُ ونازَعَه ، وأن تتصافى القلوب ، فلاَ يُعقل أن تتكدَّرَ بهجة العيد بوجود نزاعات وخصومات يربأ المسلمون بأنفسهم عنها.
وعيد الفطر كما قُلنا هو عيدٌ يفطر فيه الصائمون ويكون ذلك يوماً واحِداً ، ولكن لا بأس إذا أراد المُسلم أن يصوم اليوم الثاني من شوّال ويبدأ معه بصيام ما يُعرف بالستة أيام من شهر شوّال ، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رّغَبَنا بصيام هذهِ الأيّام ، وإنّ أجرها مع صيام شهر رمضان كأجر من صامَ عاماً كاملاً.