يتقرّب المسلم من الله تعالى بأداء الطّاعات الواجبة و بالنّوافل أي بأداء الصّلاة من غير الفريضة وكذلك الصّيام، ومن بين النّوافل التي سنتحدث عنها هو صيام يوم عاشوراء.سميّ يوم عاشوراء بهذا الإسم لإنه يصادف اليوم العاشر من شهر محرم وهو أحد الأشهر الأربعة المحرمة عند الله تعالى، وحقيقة صوم عاشوراء هو من النّوافل ولم يرد عن الرّسول عليه الصّلاة و السّلام أحاديث تشرّع فيه وجوب صوم هذا اليوم .
إنّ حقيقة يوم عاشوراء هو اليوم الذي صامه سيدنا موسى عليه السّلام عندما نجاه الله تعالى من قوم فرعون و جنوده فألزم سيدنا موسى عليه السّلام نفسه و قام أتباعه الذين آمنوا معه بصيام هذا اليوم حمداً و شكراً لله تعالى على نجاتهم من فرعون وظلمه، وبقيت عادة صوم ذلك اليوم تتوارث عند اليهود و النّصارى حتى عهد الإسلام، فلما كان الرّسول عليه الصّلاة و السّلام في المدينة المنورة كان هناك يهوداً وصادف أنهم صاموا يوم عاشوراء فسألهم الرّسول عليه الصّلاة و السّلام عن حقيقة هذا اليوم فأجابوه هو اليوم الذي نجّا الله تعالى به موسى عليه السّلام من فرعون فاستحسن النّبي عليه احسن وأفضل الصّلاة و السّلام صيام هذا اليوم فقال للصحابة رضوان الله عليه إن المسلمين أحق بصيام هذا اليوم من اليهود فصاموا يوم عاشوراء.
هناك بعض الروايات التي تقول إنّ يوم عاشوراء كان يصومه الرّسول عليه الصّلاة و السّلام عندما كان في مكة لأن قريش كانت تصومه وعندما هاجر إلى المدينة المنورة أيضاً رأى إن اليهود تصومه، فصوم يوم عاشوراء كان مستحباً عند سيدنا محمد عليه الصّلاة و السّلام قبل نزول شهر رمضان المبارك .فلم يرد عن النّبي عليه الصّلاة و السّلام إن صيام يوم عاشوراء واجباً على المسلمين. بل بقيت عادة صيام يوم عاشوراء حتى بعد نزول شهر رمضان المبارك و ما زال المسلمون يحرصون على صوم هذا اليوم لإنها عادة النّبي عليه الصّلاة و السّلام في صوم هذا اليوم .
ونظراً لتعظيم اليهود صوم هذا اليوم إختلف المسلمون بصيام اليوم الذي قبله وهو تاسوعاء أي التاسع من شهر محرم حتى يتميز به المسلمين عن اليهود .لكن ننظر اليوم إلى الفتن التي دخلت حول الإسلام فما يسمى بطوائف الشّيعة تتخذ من هذا اليوم يوم نياحة و لطم على الخدود و الأجسام تعبيراً عن ألمهم وحزنهم لفقدان الحسين عليه السلام، فطوائف الشّيعة الخارجة عن السّنّة إنقسمت حول يوم عاشوراء فطوائف تحتفل بهذا اليوم و تعتبره عيداً وفرحاً، وطوائف أخرى تتخذ من هذا اليوم حزناً ومأتماً كما ذكرنا.فتميزت الطّوائف السّنّية بصيام تاسوعاء وعاشوراء حتى تختلف عن هذه الطّوائف الخارجة عن الإسلام.