لا ينكر أحدٌ من النّاس فضل الأمهات ودروهم في المجتمع، فالأمّ هي رمز الحنان والتّضحية بلا منازع، فهي التي تحمل الجنين في بطنها تسعة أشهر وتتحمّل في سبيل ذلك المشاقّ والمتاعب، ولا تنتهي مهمّة الأمّ بمجرّد وضع مولودها بل تبدأ بعد ذلك رحلة من المعاناة وتحمّل المسؤوليّة في تربية المولود الجديد ورعايته والعناية به، وكم نرى من أمهات إذا أصاب وليدها مكروه أو مرض سهرت بسبب ذلك الليالي وهي ترقب حاله وتدعو الله تعالى أن يشفيه من مرضه في أسرع وقت، وهي كذلك تقوم بمهمّة تربية أبنائها التّربية الصّالحة وهي مهمّة شاقّة بلا شكّ، وقد أعطت تلك المهام الأمّ مكانةً خاصّة في المجتمعات العربيّة والإسلاميّة والغربيّة على حدّ سواء حتّى تصدّى بعض النّاس ومنذ القدم لفكرة تخصيص يومٍ للأم ليكون عيدًا لها ويسمّى بعيد الأمّ، فتعرف ما هو أصل عيد الأم ؟، وتعرف ما هو اليوم الذي تحتفل فيه الدّول والمجتمعات بهذا المناسبة ؟
يعود أصل عيد الأمّ إلى المجتمع الأمريكي حيث تصدّت أنا جارفيس وهي أمريكيّة المولد والأصل لفكرة تخصيص عيدٍ للأمّ تكريمًا لها على دورها في المجتمع، وقد تنبّأت أمّها من قبل بأنّه سوف يكون هناك من يخصص للأمهات عيدًا في يوم من الأيام، لتأخذ بعد ذلك أنّا وبعد وفاة أمّها عهدًا على نفسها بتحقيق هذا الحلم المنشود، وقد قامت بالاحتفال بهذه المناسبة ولأوّل مرة عام 1908، لتتكلّل جهود جارفيس بالنّجاح حين وقع الرّئيس الأمريكي عام 2014 مرسومًا يتضمّن اعلانًا لكلّ الولايات للإحتفال بعيد الأمّ كمناسبةٍ عامّة، وقد قامت جارفيس بإعداد سلسلة من المخاطبات والمراسلات بغية تعميم هذا العيد وتلك المناسبة على جميع النّاس في الولايات المتحدة، وقد أصاب جارفيس نوعٌ من الإحباط عام 1920 حين هاجمها عددٌ من الناس بسبب زعمهم أنّها تحاول التّجارة والتربّح من هذا الأمر، وقد انتشر عيد الأمّ بعد ذلك في البلدان الغربية والعالم.
وفي العالم العربي تبنّى علي أمين رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم المصريّة فكرة عيد الأمّ لتنتشر الفكرة في الدّول العربيّة والإسلاميّة.ويختلف النّاس عبر العالم في يوم الإحتفال بهذا العيد، فترى العرب يحتفلون به أوّل أيّام التّحول الرّبيعي أي يوم 21 آذار، بينما ترى دول أخرى تحتفل فيه يوم 2 مايو كالولايات المتحدة، ودول أخرى في يوم 3 أكتوبر كالإرجنتين، ودول 2 فبراير كالنّرويج.