الحمد لله تعالى الذي هدانا إلى الطريق المستقيم الذي سوف يوصلنا إلى الجنة بإذنه، وبعث لنا الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم ليوضّح لنا هذا الدين الحنيف، وقد أمرنا عز ّوجل باتّباع ما جاءنا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما جاء في غيرهما لا نتّخذه ضمن أمور حياتنا.
نتيجةً للانفتاح بين الشعوب، وانتشار وسائل الإعلام غير المراقبة، وقلّة الوعي الديني عند المسلمين، انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الظواهر التي لا تمتّ للإسلام بشيء من قريب أو بعيد، وأصبح تقليد بعض المسلمين لغيرهم من المجتمعات الغربيّة ظاهرةً واضحة للعيان دون معرفة السبب الرئيسي للظاهرة، وتعرف على ما هى تداعيات انتشارها في المجتمع، وقد أخبرنا بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: فمن؟!))، ومن هذه الظواهر الاحتفال بما يسمّى عيد الحب أو الفلنتاين، فتعرف ما هو هذا الاحتفال؟ وتعرف ما هو اليوم الذي اعتاد الناس الاحتفال به؟
عيد الحب أو الفلنتاين
يعود هذا الاحتفال إلى تاريخ إعدام القسّيس فلنتاين الّذي أعدم في تاريخ 14 فبراير من عام 270 للميلاد؛ حيث إنّ الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني كان يمنع الشباب من التزوّج ظناً منه أنّ الشاب الأعزب كفاءته أعلى في القتال من الشاب المتزوّج، وكان هذا القس يقوم بتزويجهم بالسر، وعندما تسرّب الخبر إلى الإمبراطور أمر بسجنه وإعدامه، وقد استمرّ الاحتفال سنويّاً في تاريخ 14 فبراير عند انتشار النصرانيّة في أوروبا إكراماً لهذا القس، واعتبر عيداً وطنياً.
وأصبح الكثير من الشباب المسلمين يحتفلون في هذا اليوم باعتباره رمزاً للرومانسيّة والحب بين المتحابين، دون أن يعلموا حرمة الاحتفال به، لأنّ ديننا وضع لنا عيدين فقط، هما: عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك. ونرى الشباب يتزيّنون باللون الأحمر ويسارعون إلى إهداء بعضهم البعض الورود الحمراء تقليداً للنصارى وهم لا يعلمون أنّهم بذلك يرسّخون هذه الأفكار الخاطئة عندهم وعند الأطفال ويزيدون من انتشار الأفكار النصرانيّة بين المسلمين، وقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم من التشبه بأيٍّ من الأقوام حتى لا يعتبر منهم.
كما أنّه عند بعض الفئات يتمّ الاحتفال في هذا اليوم بعمل الحفلات المختلطة وارتكاب المحرّمات بحجّة التسلية والترفيه، وهذا يعمل على نشر الفساد بين الشباب، وإشغال قلوبهم بهذه الأفكار والرّغبات، وإبعادهم عن العبادات والطاعات، فعلى المسلم الحر أن يعتزّ بدينه وعباداته، ولا يعمل على تقليد أيٍّ من المجتمعات غير المسلمة.